اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 49
هذه السن المبكرة، عن إحداث الاهتزازات السريعة، المكررة لهذه المقدمة.
غير أنه سرعان ما يتقن الطفل نطق الراء، بالتقليد وكثرة التمرين. وقد يصاب الطفل بلثغة في الراء، لسبب أو لآخر، فلا يقدر على نطقها طيلة حياته نطقا صحيحا.
وقد عرف قدماء النحاة العرب، بعض الطرق البدائية للتغلب على لثغة الراء، فقد رووا لنا أن عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدي النحوي العروضي "كان يلثغ بالراء غينا، فقال له أبو علي الفارسي: ضع ذبابة القلم تحت لسانك، لتدفعه بها، وأكثر مع ذلك ترديد اللفظ بالراء، ففعل، فاستقام له إخراج الراء في مخرجها"[1].
ويذكر القراء أن الراء ترقق، إذا كسرت، أو كانت ساكنة بعد كسر، مثل كلمة: رزق، ورجس، وحرمان. وذلك على العكس من: يرجون ويحرم. والفرق بين الراءين يشبه الفرق بين اللامين المرققة والمفخمة، فيما سبق تماما.
أما النون: فهو صوت أنفي مجهور، يتم نطقه، بجعل طرف اللسان متصلا باللثة، مع خفض الطبق، ليفتح المجرى الأنفي، وإحداث ذبذبة في الأوتار الصوتية. ومعنى الأنفية في هذا الصوت، أن الهواء الخارج من الرئتين، يمر في التجويف الأنفي، محدثا مروره نوعا من الخفيف، وهي بهذا الوصف كالميم تماما، غير أن الفرق بينهما أن طرف اللسان مع النون يلتقي باللثة، فيمتنع مرور الهواء عن طريق الفم، بعكس الميم، فإن الذي يمنع مرور الهواء من الفم معهما، هما الشفتان. [1] انظر: بغية الوعاة 2/ 127.
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 49