responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز    الجزء : 1  صفحة : 51
الاختلافات الأساسية بين الدراسة العلمية للغة والدراسة غير العلمية لها، ولنبدأ إذن بنقاط الاتفاق هذه.
أولى هذه النقاط وأهمها أن علم اللغة تجريبي أكثر منه حدسي أو تأملي فهو يتعامل مع المعلومات الواضحة التي يمكن التثبت منها والتي حصلنا عليها عن طريق الملاحظة أو التجربة، والإنصاف بالتجريبية -بهذا المعنى- يعد السمة المميزة إلى حد بعيد للعلم في نظر معظم الناس، ويرتبط بخاصة كونه مؤسسا بطريقة تجريبية كونه موضوعيا، واللغة شيء ما نميل إلى أخذه كقضية مسلم بها، وشيء ما نألفه منذ الطفولة بطريقة عملية بعيدة عن التفكير وهذه الألفة العملية تميل إلى أن تحل محل الفحص الموضوعي، وتوجد كل أنواع التحيزات الاجتماعية، والثقافية, والقومية المرتبطة بوجهة نظر غير المتخصص في اللغة وفي اللغات المعينة، فعلى سبيل المثال قد يعتقد أن نبرة أو لهجة للغة ما معينة أنقى بشكل متأصل من غيرها أو مرة أخرى ربما كانت أكثر بدائية من غيرها، وتتطلب الموضوعية -على الأقل إلى حد بعيد- أن تقابل معتقدات كهذه بالتحدي، وإما أن نحدد مصطلحات كنقي وبدائي بشكل واضح أو تستبعد.
وكثير من الأفكار التي تدور حول اللغة والتي يخضعها اللغوي للمناقشة إذا لم يتخل عنها تماما قد تبدو قضية معنى شائع بكل ما في الكلمة من معنى، غير أنها كما علق بلومفيلد على طريقة المفاهيم الشائعة في التعامل مع القضايا اللغوية "تشبه الأمور الكثيرة الأخرى التي تبدو على غير حقيقتها كمفهوم شائع، وهي في الحقيقة معقدة بدرجة عالية، ومأخوذة من أمد غير بعيد من تأملات فلاسفة العصور القديمة والوسطى"، وليس لدى اللغويين جميعهم ما لدى بلومفيلد من نظرة عدم الرضا لهذه التأملات الفلسفية عن اللغة، لكن

اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست