اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 50
ذات المكانة العلمية غير المتنازع عليها لا تشعر بالحاجة إلى تحقيق دعواها بكونها علوما، لماذا يعنى علم اللغة بالدفاع عن أحقية هذا اللقب؟ ولماذ وهو بصدد الدفاع عن مصداقية علميته يعطي انطباعا عن إصرار زائد إلى حد بعيد؟ للقارئ الحق كل الحق في أن يكون شاكا ومرتابا.
والنقطة الأولى التي يجب الإشارة إليها أن كلمة "science"؛[1] في اللغة الإنجليزية أضيق بكثير -من حيث ما تشير إليه- من كثير من الكلمات المترجمة المكافئة لها والمقبولة تقليديا في اللغات الأخرى مثل "wissenchaft" الألمانية، و"nauka" الروسية، وحتى "sciencs" الفرنسية، ويعاني علم اللغة أكثر مما تعانيه معظم فروع المعرفة من المتضمنات الخاصة إلى حد بعيد للكلمتين الإنجليزيتين "science" و"scientific" اللتين تشيران أولا وقبل كل شيء إلى العلوم الطبيعية ومناهج البحث المميزة لها، ويظل هذا صحيحا على الرغم من أن عبارات مثل: "العلوم الاجتماعية"، و"العلوم السلوكية"، وحتى "العلوم الإنسانية" شائعة بشكل متزايد، فهل يجب علينا إذن أن نفسر كلمة "science" الواردة في عنوان هذا القسم لتعني ببساطة: "فرع أكاديمي من فروع المعرفة مؤسس على نحو لائق"؟
ويوجد المزيد مما يتصل بهذه المسألة خلاف هذا التفسير المقترح، ومعظم اللغويين الذين يؤيدون تعريف تخصصهم بالدراسة العلمية للغة يفعلون ذلك؛ لأنهم يحملون في أذهانهم ما يميز الطريقة العلمية والطريقة غير العلمية في معالجة الأمور، وربما كانوا على خلاف حول بعض متضمنات مصطلح "علمي" كغيرهم من فلاسفة العلم ومؤرخيه، إلا أنهم متفقون- بصفة عامة- حول [1] علم.
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 50