responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز    الجزء : 1  صفحة : 52
ما يقصده -بصفة عامة- صحيح، فالمصطلحات التي يستخدمها غير المتخصص في الحديث عن اللغة، والمواقف التي يتخذها إزاءها لها تاريخها، وستبدو عادة تلك المصطلحات والمواقف -بوضوح- قل تسليما بها أو أقل قابلية للتطبيق أو الاستعمال إذا ما عرف شيئا عن أصولها التاريخية.
ولن نبحث تاريخ علم اللغة في هذا الكتاب، ومع ذلك فإن بعض التعليقات العامة مرتبة، ومن عادة الدراسات التمهيدية لعلم اللغة أن ترسم مميزا حادا بين النحو التقليدي وعلم اللغة الحديث واضعة للمواقف العلمية لعلم اللغة الحديث في مواجهة المواقف غير العلمية للنحو التقليدي، ويوجد مبرر جيد لرسم هذا المميز، وإظهار أن الكثير من التصورات الخاطئة الشائعة عن اللغة والمتداولة في مجتمعنا يمكن تفسيرها تاريخيا من خلال الافتراضات الثقافية والفلسفية التي تحدد تطور النحو التقليدي, وسنذكر بعض هذه التصورات الخاطئة وسنتناولها بالمناقشة في القسم التالي، ومع ذلك ينبغي أن نؤكد على أن علم اللغة -كغيره من فروع المعرفة- لم يشيده في الماضي تحدي القواعد والأصول التقليدية فحسب بل تطويرها وإعادة تشكيلها أيضا، وتهمل أكثر الأعمال الحديثة في علم اللغة وهي بصدد وصفها المتقدم العظيم الذي حدث في البحث العلمي في اللغة في المائة سنة الماضية التأكيد على استمرارية النظرية اللغوية الغربية من مهدها إلى وقتنا الحاضر، وتنطوي على مفارقة تاريخية إلى حد ما أيضا في فشلها في معالجة النحو التقليدي من خلال الأهداف التي حددها بنفسه، ويجب ألا ننسى أن المصطلحين: علم, وعلمي "أو إرهاصاتهما" قد فسرا تفسيرا مختلفا في مراحل مختلفة.
ويجب أن نوضح أن ما يشار إليه بصفة عامة بواسطة مصطلح "النحو التقليدي" -أي: النظرية اللغوية الغربية التي ترجع إلى عصر النهضة، وفي العصور الوسطى إلى الرومان وتعود قبل ذلك إلى المدرسة الإغريقية-

اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست