اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 194
نقاد الأدب والفلاسفة العقلانيون اهتماما خاصا.
ويختلف المعنى الاجتماعي إلى حد ما عن المعنى التعبيري مع أن الواحد منهما -كما سنرى فيما بعد- يندمج مع الآخر، ويمكن أن يعد كل منهما معتمدا على الآخر، وهو ما يتعلق باستخدام اللغة في تأسيس الأدوار والعلاقات الاجتماعية وتدعيمها، وكثير من أحاديثنا اليومية لها هذا الدور باعتباره الغرض الرئيسي لها، ويمكن أن تندرج تحت مصطلح المشاركة الانتباهية "أي: "المشاركة عن طريق الكلام""، وهذا التعبير الموفق صاغه مالينوفسكي "Malinowski" العالم الأنثروبولوجي في العشرينات من هذا القرن واستخدمه اللغويون استخداما واسعا منذ ذلك الوقت، ويؤكد على فكرة المشاركة والممارسة في الطقوس الاجتماعية التي تشترك فيها مجموعة، ومن ثم كانت "المشاركة" "communion" أفضل من "الاتصال" "communication".
وأكثر الأقوال الطقسية وضوحا -التحايا والاعتذارات والأنخاب.... إلخ وهي تلك التي تنحصر وظيفتها في تزييت عجلات التعامل الاجتماعي، وهذه الأقوال ثانوية إذا ما نظرنا إليها من وجهة النظر التي يمكن أن تميز -على نحو صحيح- أكثر الوظائف أساسية للغة بالمقارنة مع الوظائف الأخرى بما فيها وظيفتها الوصفية، وفي العادة يكون السلوك اللغوي ذا هدف، حتى التصريحات العلمية الهادئة الخالية من العاطفة والحماس والتي يكون المعنى التعبيري المرتبط بها في حده الأدنى يكون من أهدافها -عادة- كسب الأصدقاء والتأثير على الناس، وعموما فإن ما يقال والطريقة التي يقال بها تحددها -في أي سياق تستخدم فيه اللغة وبصورة أوضح في المحادثات اليومية- العلاقات الاجتماعية التي تسود فيها بين المشتركين والأغراض الاجتماعية الخاصة بهم، وسوف نلقى نظرة على المعنى الاجتماعي بصورة أكثر تحديدا في الفصلين التاسع والعاشر
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 194