اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 58
كذلك أمثلة حسنة على ما يسمونه "glottal stop" أي التوقف الحنجري[1].
نطق السواكن أيضا يحتمل اختلافات هامة جدا غير تلك الناشئة من الاختلاف في حركات الجهاز الصوتي التي تكلمنا عنها فيما سبق. ونوعان منها على الأقل يستحقان الذكر هنا. تلك التي تنتج من المجهود العضلي وتلك التي تتوقف على درجة انفتاح الحنجرة.
يجب أن ينفق الكثير من الجهد للوصول لإنتاج الحركات التصويتية في كل اللغات بقوة عضلية واحدة. ففي بعضها يقل المجهود إلى حد ضئيل، فيتسلل الكلام مستمرا هادئا في تعادل متصل. وفي بعضها على العكس من ذلك، يوجد احتجاز عضلي يعطي للسماع طابع العنف وتتخلله أنواع من الاسترخاء المفاجئ ومواقع الوزن والاصطدام.
وفي داخل كل لغة، تتطلب بعض الأصوات اللغوية توترا عضليا أشد من غيرها.
هذه الحقيقة قد لفتت نظر الإغريق القدماء، فجعلتهم يميزون في سواكنهم بين اللطيفة والقوية. وعلى العموم، فالفرق في الشدة مرتبط بالتضاد الذي بين المجهورات والمهموسات. كانت تلك الحال موجودة في الإغريقية القديمة، وتلك هي الحال في الفرنسية حيث نجد السواكن الثلاثة بـp وت t وك مهموسة وقوية في آن واحد، والسواكن الثلاثة ب b ود d وج g على العكس منها مجهورة وضعيفة. ولكن من اللغات ما يجهل هذا التوزيع أو ينظمه على نحو آخر. فأحد الفروق التي تميز الانفجاريات الفرنسية من الانفجاريات الألمانية، ولا سيما ألمانية الجنوب، أن الانفجاريات المجهورة ب b ود d وج g قوية في الألمانية مما يخيل لأذن الفرنسي أنها أصوات وسط بين المهموسة والمجهورة، بل وفي بعض الأحيان أنها أقرب إلى المهموسة منها إلى المجهورة. وعلى العكس من ذلك الانفجاريات المهموسة ب p وت t وك k لطيفة غالبا في ألمانية الجنوب، إذا لم تكن منقسمة كما سنرى.
هناك مبدأ آخر لإحداث وجوه الاختلاف في نطق السواكن يحدث من [1] جيرسن، رقم 173، ص 79.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 58