responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 57
الموسيقية فلدينا منها أمثلة بينة في لغات الشرق الأقصى، حيث يكفي الجرس وحده في تميز المعاني والقيم التي تؤديها بعض الكلمات مع اتفاقها في الأصوات. فحين نرى أحد المقاطع مثلا في الصينية ينطق بست نغمات مختلفة أو بستة وجوه مختلفة الجرس، فمعنى هذا أن المقطع يدل على ستة مسميات مختلفة. أما في اللغة الأنامية[1] فالتنوع أوسع من ذلك: فقد أمكن أن يعد للمقطع "كو CO" خمسة عشر وجها من النطق مختلفة، تقابل دلالات يباين بعضها بعضا كل التباين[2].
هنالك أيضا تنوعات أخرى ممكنة حتى في تكوين عامل الرنين الخاص بكل حركة. فهناك البدء الشديد "attque dure" الذي يسميه الألمان faster einsaltz والبدء اللطيف المسمى attaque douce وعند الألمان leiser einsaltz والفرق بينهما ينحصر في الطريقة التي يجري عليها انفتاح الحنجرة عند إصدار الحركة المبدئية. ففي حالة البدء الشديد تفتح الحنجرة فجأة وتعزل الحركة عن كل ما تقدمها، وهذا هو المسلك المعتاد عند ألماني الشمال. وهو ذو طابع مميز حتى أنه يكفي لتمييز نطق الألماني من نطق الفرنسي والإنجليزي اللذين يمارسان البدء اللطيف. ويستعمل أحد علماء الصوت الإنجليز وهو Ellis تشبيها جميلا للإشعار بهذا الفرق: وصول النور في غسق الصباح يكون تدريجيا غير محسوس حتى ليستحيل تعيين النقطة التي عندها ينتهي الليل ويبدأ النهار، هذا هو البدء اللطيف في الحركات. أما إذا فتحت أبواب النافذة فجأة عند الظهيرة، فإن ضوءا قويا يندلع في الغرفة حتى يغمرها في لحظة واحدة، ذلك هو البدء الشديد. بل إن هذا المسلك ليس مقصورا على انفتاح الحنجرة. فبعض اللغات مثل الدنمركية يستعمله أيضا عند الإغلاق. هنالك لا يحصل الارتخاء أو الصدمة "choc" كما تسمى Stoss بالألمانية, Stod بالدنمركية إلا في نهاية الحركات بعد أن يتم الإصدار. وقد نعثر في الدنمركية على كلمتين مثل Anden "ذكر البط" وAnden "الآخر"، لا يختلفان فيما بينهما إلا بوجود stod أو عدم وجودها. وبعض اللهجات الإنجليزية، ولا سيما اللهجة المتكلمة في أسكتلنده، تقدم لنا

[1] كاديير Cadere رقم 58 ص79 وما بعدها.
[2] جرامون رقم 6 مجلد 16 ص75.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست