اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 56
رأينا أن الأنفيات، وهي قابلة للمدة ومزودة بالصوت voix "مجهورة"، تستدعي رنين الحفر الأنفية: أي أنها مستعدة لأن تقوم بدون الحركات أو المائعات على السواء. والواقع أن هناك عددا من اللغات التي تملك حركات أنفية، ونحن نعرف أنها كانت موجودة في اللغة الأوروبية. واليوم نستطيع أن نسمعها بوضوح تام في المقطع الثاني من الكلمات الألمانية ATEM, BIETEN. ومن جهة أخرى، كانت الهندية الأوربية تستعمل النون N والميم M الأنفيتين استعمال العنصر الثاني في المركب، فكانت تعامل مثلا on om وen em كما كانت تعامل oi ou وeu ei، واحتفظت الإغريقية القديمة في نبرها بآثار من هذا الاستعمال، وتستطيع اللتوانية حتى يومنا هذا أن تمدنا ببعض الأمثلة[1].
الأنفيات تزيد زيادة محسوسة في قائمة الأصوات التي يصدرها الجهاز البشري. ومع ذلك فإننا لم نصل بعد إلى خاتمة الحساب. ومما يجعل قائمة الأصوات الممكنة لا تكاد تحد أن العناصر التي تكونها عناصر تغيير إلى حد كبير، وهي مزودة بكثير من أوجه الخلاف.
فالحركة تنطق على نغمة معينة وتستمر مدة معينة. فهناك الحدة والشدة والكمية وهي تسمح بمضاعفة وجوه الاختلاف في حركة. وكما يمكن أن يوجد عدد من الكميات في كل لغة، وبما أن الدرجة والشدة تسمحان بتنويع التنغيم والجرس، فإن هذه التشكيلات المختلفة تحمل في نفسها مبادئ تنويع أخرى يتضاعف عددها[2].
لعبت الكمية في اللغات الكلاسيكية دورا يستطيع النظم "VERSIFICATION" أن يعطينا فكرة عنه، ونقول مثل ذلك في السنسكريتية أيضا. أما عن الحدة. [1] مييه رقم 94 ص89. [2] فيما يختص بالكمية والحدة والشدة وعلاقة بعضها ببعض في اللغات السلافية والبلطية: انظر خاصة الدراسات المفيدة فرديناند دي سوسير، رقم 6، مجلد 8 ص425، ورقم 30 أنز، مجلد 6 ص157، وجوتيو رقم 6 مجلد 11 ص336، وانظر أيضا قورتيناتوف رقم 27 مجلد 22 ص153.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 56