اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 55
قاعدة اللسان، وحينئذ ينفذ الهواء المدفوع من الرئتين إلى الحفر الأنفية، فينصرف من الأنف كما ينصرف من بين الشفتين. والواقع أن الإغلاق التام نادر التحقق، بل حتى إنتاح الحركات التي تكلمنا عنها حتى الآن ينطوي على السماح لكمية ضئيلة من الهواء بالنفاذ إلى الحفر الأنفية. غير أن اللغة تستخدم الفتح الكامل لإنتاج ما يسمى بالحركات الأنفية. كل الأصوات اللغوية التي ذكرت سابقا سواء أكانت حركات أم سواكن، ما عدا بعض المستثنيات الناجمة من طبيعة الأعضاء، لها فروع أنفية. وعندما يبقى حجاب الحنك هابطا أثناء إصدار الصوت اللغوي، دون أن يعتري عملية النطق أي تغيير أو أن يعدل اللسان عن وضعه، فإننا نحصل على صوت أنفي ساكنا كان أم حركة. وكل فرنسي على معرفة كافية بالحركات الأنفية، بفضل لغته القومية التي تملك عددا عظيما منها. فالأشياء التي نرسمهاan, on, in , un, إنما تمثل أصواتا مفردة وقد أضيف إلى الطابع الخاص بكل حركة منها أنواع من الرنين الأنفي. فمعنى كون الحركة أنفية أن حجاب الحنك يبقى عند الإصدار هابطا وأن جزءا من الهواء الخارج من الحنجرة يتخذ طريق الحفر الأنفية. ومن الخير أن نلاحظ أن الحركات الأنفية an, in, un رغم الكتابة، لا تقابل بالضبط الحركات a "فتحة" وi "الكسرة" وu الضمة المشمة الكسرة" بل تقابل o, e, eu على التوالي.
هذه الآلية نفسها تستخدم لإنتاج السواكن الأنفية. وكل السواكن يمكن أن تصير أنفية: فنحن نعرف في بعض اللغات فاءات v ولامات l وراءات r أنفية ولكن يحتفظ عادة بمصطلح الأنفية للانفجاريات المجهورة المصحوبة بأنواع من الرنين الأنفي: فعندما يبقى حجاب الحنك هابطا في أثناء انفجار الباء b أو الدال d أو g ترانا نحصل على الأنفيات م "m" ون "n" والنون المغنة ن n "وتكتب gn في الفرنسية"؛ هذه الأصوات اللغوية يمكن إطالتها ولكن الهواء في هذه الحالة لا يخرج إلا من الأنف بالطبع لما كان الانفجار الحنكي يمنع من مرور الهواء. يوجد من الأنفيات بقدر ما يوجد من الإنفجاريات المجهورة. أما تلك الأنفيات التي تقابل الانفجارية المهموسة والتي تعد ممكنة الوقوع من الوجهة النظرية فلا تستعمل في الواقع إلا نادرا.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 55