اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 346
يستعملها خير كتابنا في مؤلفاتهم: "اللغة الفرنسية الأدبية" النقية.
ولكن هذه الفرنسية الأدبية لغة تتعلم. فشدة اختلافها عن اللغة المتكلمة يتطلب مرانا كثيرا ما يطول زمنه، وممارسة على أكبر جانب من الحذر, وليس في مقدور أحد أن يقرر إلى متى ستظل المحافظة قائمة، وأعني بذلك المحافظة على تعلمها. وعلى كل حال يمكننا أن نتكهن للفرنسية الأدبية بمصير كمصير اللاتينية، أي أنها ستبقى ولكن بصفتها لغة ميتة، قد جمدت قواعدها ومفرداتها إلى الأبد. أما اللغة الحية فستتطور مستقلة عنها كما فعلت اللغات الرومانية. وكل ما يبقى للغة المكتوبة من عمل هو أن تصير مستودعا يزود اللغة المتكلمة بالمفردات "قارن ص291". وفي هذه الحالة تنشأ لغة أدبية تخالف اللغة العامية كما هي الحال في اللغة العربية حيث يوجد نوعان من اللغة يخالف أحدهما الآخر، وفي الصين حيث تخالف لغة المندريين mandarins اللغات المتكلمة[1]. ولو تحقق إصلاح الرسم عندنا لتجلى أمام أعيننا الفرق بين هاتين اللغتين الفرنسيتين جلاء تاما. فوجود الفرنسية الأدبية لا يمنع من أن تتكون تحت سطحها لغة مشتركة, فاللاتينية العامية التي منها خرجت اللغات الرومانية كانت تختلف عن اللاتينية الكلاسيكية التي كانت لا تزال تكتب في زمن أوزون Ausones وكلوديان Claudien. وكان إلى جانب الإغريقية المشتركة في العصر الهلينستي لغة أدبية اصطناعية، يختلف نظامها الصرفي عن النظام الصرفي للأولى فضلا عن اختلاف المفردات بينهما. الواقع أنه يمكن أن توجد عدة لغات مشتركة بعضها فوق بعض.
ففي الهند القديمة صارت السنسكريتية التي كانت في الأصل لغة دينية، لغة أدبية مشتركة في اليوم الذي جاءت فيه دولة دخيلة فأباحت استعمالها في الأمور الدنيوية. وهي اليوم لغة العلم، لغة الثقافة العالية والدين على السواء، فما زالت تقرأ في المعابد وتلقى نصوص بها مثل المهبهاراتا Le Mahabharata والبورانا les Puranas، كما لا يزال الكاثوليك يتمسكون بالنصوص اللاتينية في الكنيسة. ولكن لا حاجة بنا إلى القول بأن السنسكريتية تمتد إلى ما وراء منطقة اللغات [1] شتيننتال Steinthal، رقم 207، ص53.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 346