اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 345
المتكلمة، بل وصيغها, فالعبارة الخاطئة je m'en rapplle "استحضر منه في ذاكرتي" والتركيب المتبربر de facon a ce que "بصورة إلى أن" قد أصبحا فيها من الاستعمالات الجارية. وفي كل يوم تطالعنا فيها "أخطاء أخرى" ليست أقل خشونة من تلك. وقد أمكن لبعضهم أن يستخرج من إحدى الصحف الباريسية الواسعة الانتشار تراكيب مثل: "avec cette brusquerie dont il ne se depart pas" و"Cette affaire ressort de la prefecture de police" و"il demanda a ce que" و"au point de alors il s'enfuya", "vue pecunier" إلخ. ونلاحظ أننا نجد في هذا الخليط المتبربر آثارا عديدة من اللغة المكتوبة, فمثلا عبارتا ressortir وse departir ليستا من استعمالات لغة الكلام، واستعمال الماضي البسيط، إحدى خصائص اللغة المكتوبة. فقد كان في عزم هذا الصحفي الذي ارتكب هذه الأخطاء وفي شعوره أن يكتب بلغة الكتابة، ولكن نقص ثقافته جعله يبني لغته المكتوبة من عناصر اصطناعية وزائفة في غالب أمرها. وعلى هذا النحو كان جرجوار دي تور Gregoire de tours -الذي كانت لاتينيته مشحونة بالأخطاء التي ترجع إلى اللغة المتكلمة حوله- لا يزال يستعمل الفعل اللاتيني المسمى deponert على الرغم من أنه كان قد اختفى من اللغة المتكلمة منذ زمن طويل, إذ إن الكثير من أفعال هذه الفصيلة لا يوجد في اللاتينية الكلاسيكية[1].
ولكن يجب علينا، إنصافا للصحافة الفرنسية، أن نعترف بأن بعض الصحف الكبرى قد احتفظت باللغة الأدبية، حيث يتبع محرروها قواعد اللغة المكتوبة دون أن يحيدوا عنها قيد شعرة. وإذا كان عدد هذه الصحف في هبوط فإن تمسكها بالسلامة اللغوية لا يزداد إلا صرامة؛ وذلك رد فعل منها ضد تيار العامية الجارف، ومن ثم تزداد عنايتها بنقاء اللغة قوة على قوة. ولذلك السبب كانت الصحف الباريسية لا تكتب لغة واحدة بمعنى الكلمة. فالصحف الشعبية لا تكاد تكتب غير اللغة المتكلمة مصبوغة بالصبغة الأدبية إن قليلا وإن كثيرا. وعلى العكس من ذلك لا تستعمل الصحف الكبرى إلا اللغة التي كان [1] بونيه Bonnet، رقم 50، ص402.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 345