اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 347
الهندية، إذ إنها لا تضم شبه الجزيرة الهندية فحسب حيث يستعملها أناس مختلفو الأجناس واللغات، بل لقد حملها المبشرون البراهمة والبوذيون إلى جميع الأماكن التي وصلوا إليها في أداء رسالتهم.
وجود السنسكريتية لم يمنع من وجود لغات مشتركة أخرى. فقبل أن تتطور السنسكريتية إلى لغة أدبية بزمن طويل -وهي لم تصبح كذلك إلى حوالي ميلاد المسيح- وجدت لغات أحدث منها استعملت استعمال لغات مكتوبة مشتركة وكان الملك أسوكا Acoka قبل الميلاد بمائتين وخمسين عاما يستخدم هذه اللغات في كتاباته على أنها لغات رسمية، كما كانت تستخدم مع السنسكريتية نفسها لغات أخرى في كتابة النصوص البوذية على أنها لغات دينية، وذلك كاللغة البالية مثلا، وأخيرا كانت تستعمل في الدراسة بصورة عادية مع السنسكريتية بعض لغات أدبية "les prokrits" تذكرنا بما كانت عليه لغة الشعر الغنائي ولغة الملحمة في بلاد الإغريق[1].
ولكن كان يوجد تحت سطح اللغات البركريتية[2] منذ عهد سحيق، ولا يزال يوجد حتى الآن لهجات ورطانات محلية. وقد وصل بعضها إلى درجة من الأهمية جعلتها تستخدم في الحاجات الأدبية، وذلك مثل الهندية والبنغالية والماراتية. بل يوجد اليوم في الهند لغة مشتركة، وهي الهند ستانية التي لا تمثل في حقيقة الأمر أية لهجة حقيقية.
يمكننا أن نختتم هذا الفصل بذلك المثال من لغات الهند. فهو يوضح خير توضيح صلات اللغات المشتركة بعضها ببعض وباللهجات المحلية، وترينا مقدار الصعوبة التي يلاقيها من يحاول رسم حدود بين العناصر التي تكونها، وإلى أي حد يتداخل بعضها في بعض دون توقف. ذلك لأن تكون اللغات المشتركة وتطورها وتحللها تتوقف على أسباب تاريخية غريبة عن اللغة، أي على حركات المدنية نفسها. [1] ف. لكوت F. Locote؛ Essai sur Cunadhdya et la Brhatkatha ص40-59. [2] انظر جون بلك، Jules Bloch، رقم 49.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 347