اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 341
لغة هندية أوربية عندهم لغة أدبية خاصة تسمى الكاوية Kawi، وهي مفعمة بالعناصر السنسكريتية[1].
ولكنا نستطيع -حتى بغض النظر عن الحالات التي تستمد فيها اللغة الأدبية أصلها من اللغة الخاصة- أن نفهم بسهولة الفرق الذي يفصل بين اللغة الأدبية واللغة المشتركة, والواقع أن خاصية اللغة المشتركة الأساسية تنحصر في أنها لغة وسطى تقوم بين لغات أولئك الذين يتكلمونها جميعا, وإذا انتشرت اللغة المشتركة في قطر بأسره. أخذت العناصر المشتركة الداخلة في تكوينها في الازدياد، وأدى ذلك بالضرورة إلى النزول بمستواها، فبالرغم من الأثر البالغ الذي تقوم به النخبة العقلية، فإن العناصر التي تستعيرها اللغة من الطبقات السفلى من السكان تزداد بانتشار اللغة, وتصير بالتدريج كثيفة رتيبة لا لون لها, وعندئذ تتميز بالخصائص السلبية، أي بالضعف والسوقية.
ولكن الأديب في حاجة إلى أداة شخصية يعبر بها عما يوجد في ذكائه وحساسيته من عناصر خاصة، يقول موريس بريس M. Barres: "اللغة وقد قدت للاستعمال الشائع لا تستطيع التعبير إلا عن الحالات الخشنة". وكان لفلوبير في الكتابة طريقتان، تبعا لما إذا كان يحرر كتابا لصديق أو يكتب عملا أدبيا بأسلوبه المتوتر. "فالكتابة الفنية" رد فعل دائم ضد اللغة المشتركة، وهي إلى حد ما نوع مما يسمى بالأرجو "argot", اللغة الخاصة الأدبية، وهي في كل حالاتها مغايرة للغة الكلام رغم تنوعها العديد ورغم اختلافها عند البرناسيين عنها عند الرمزيين وعنها عند كتاب عصور الانحلال. هذه اللغات الخاصة المنزوية في صوامعها المقصورة على عدد قليل من المريدين لا تعنينا هنا. وكل ما نستطيع أن نقوله عنها إنها في بعض الأحيان تغذي اللغة المشتركة ببعض التراكيب أو ببعض الكلمات. ولكن علينا هنا أن نبحث الحالة التي تكون فيها اللغة الأدبية واللغة المكتوبة شيئا واحدا، والتي فيها تعتبر اللغتان معا نواة للغة المشتركة. [1] انظر الكتاب الشهير تأليف و. فون هميولت v. von Humboldt؛ Uber die kawisprache auf der insel java، برلين 1836-1839.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 341