responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 33
انتباه الحاضرين بضوضاء الأصوات. وتلاميذ المدارس يستعملون هذه الوسيلة الصامتة لتفاهمهم داخل غرف الدراسة. فاللغة بالحركة يمكن إذن أن يكون لها أصل نفعي. ومع ذلك فكون استعمالها عند الشعوب المتوحشة من شأن النساء على وجه الخصوص يوحي بتفسير آخر. ذلك أن السبب الذي يدعو عادة إلى التفريق في اللغة بين الجنسين يكون سببا دينيا[1] فلما كانت الكلمات التي يستعملها الرجال محظورة على النساء، فقد وجب على هؤلاء أن يستعملن مفردات خاصة، وجب عليهن أن يخلقنها بأنفسهن حتى ولو اضطررن عند الحاجة إلى إحلال الحركة محل الصوت. وهكذا يمكن أن يفسر استبقاء لغة الإشارات بالإلزام الناشئ عن النواهي ولكنها ليست، مهما كان أصلها، إلا عوضا عن اللغة السمعية التي يجب أن تسير لغة الإشارة على نهجها.
ولغة الإشارات التي يستعملها الصم البكم هي الأخرى منسوخة عن اللغة السمعية. فبالحركة يعلم هؤلاء العجزة إجراءات اللغة عند الآخرين: حيث يوضعون في حال تمكنهم من التحادث فيما بينهم ومن قراءة ما يكتبه من يتكلمون ويسمعون. فإن يجري لهم استبدال حاسة مكان حاسة لوضعهم في حال يتفاهمون فيها بالعلامات.
حالة الصم البكم تدعو إلى التفكير في أصل الاستعمال اللغوي للعلامات، ويستطيع المرء بمناسبتهم أن يتساءل عما إذا كانت اللغة عند الإنسان شيئا مكتسبا ناتجا من التعليم، أم على العكس من ذلك شيئا فطريا تلقائيا. الأطفال العاديون لا يعلموننا شيئا عن هذا السؤال، فإنهم منذ ميلادهم متيقظون أمام العالم الخارجي، وهم قبل أن يصدروا أصواتا، على صلة بمن يحيطون بهم بواسطة حاسة السمع، ويجدون أنفسهم في اللحظة التي يتكلمون فيها، منغمسين في تيار التبادل الاجتماعي. أما الصم البكم فهم في حاجة إلى أن يوقظ عندهم الشعور بالعلامة. فهم لعجزهم عن تعلم اللغة السمعية من جراء عاهتهم في منجى من كل تأثير يقع على الأطفال الذين يسمعون من الأشخاص الذين يتكلمون. ولكنهم يرون، ويدركون عندما

[1] Van Gennep رقم 74 ص265 وما يليها.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست