اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 32
ومع ذلك فهناك لغة من بين مختلف اللغات الممكنة تطغى على جميع ما عداها بتنوع وسائل التعبير التي في طوقها: وهي اللغة السمعية التي تسمى أيضا لغة الكلام أو اللغة الملفوظة؛ تلك وحدها هي التي سنتحدث عنها في هذا المؤلف. وقد تصحبها بعض الأحيان اللغة البصرية، وغالبا ما تكون مكملة لها. والإشارة عند جميع الشعوب تقطع الكلام، وهيئة الوجه تترجم في آن واحد مع الصوت عن الانفعالات والأفكار. والتعبير بالحركات لغة بصرية، ولكن الكتابة بدورها لغة بصرية أيضا وكذلك على العموم كل نظام من نظم الإشارات.
ولعل اللغة البصرية توازي اللغة السمعية في قدم العهد. فليس لدينا ما يحملنا على الاعتقاد بأن إحداهما متقدمة عن الأخرى وأكثر من هذا ليس لدينا أية وسيلة للبرهان على ذلك.
وغالبية اللغات البصرية المستعملة اليوم مشتقة من اللغة السمعية، وهذا ينطبق على الكتابة كما سنرى في الجزء الخامس، وينطبق على قانون الإشارات. وقانون الإشارات البحرية مثلا قد جعل ليزودنا بمعادلات بصرية بدلا من الكلمات والجمل في جميع اللغات القائمة. وهو لا يمدنا بمعلومات عن أصل العلامات باعتبارها تصويرا للأفكار. فإن اختيار هذه العلامة دون تلك بطريق الأفضلية مبني على الاتفاق، على الاتفاق التحكمي. وإن كان قد قيد منذ البداية ببعض الشروط. مثل هذه اللغات بنص حدها لغات صناعية.
إننا نعرف حالة من الاستعمال الطبيعي للغة البصرية ألا وهو لغة الحركات المستعملة إلى جانب اللغة السمعية[1] عند بعض الشعوب المتوحشة. وهنا لا يتوقف" الأمر على أن يكون الكلام مصحوبا بالإشارة كما هو الحال لدى الشعوب المتحضرة، بل يدور الأمر حول نظام من الحركات لا تستطيع وحدها التعبير عن الآراء التي يراد توضيحها، مثلها في هذا مثل الكلمات تماما. وتلك لغة فطرية إلا أن لها مزاياها: إذ يمكن استعمالها على بعد بين مكانين لا يقدر الصوت على أن يصل بينهما وإن استطاعت العين التقاط الحركات، ثم تمكن على وجه الخصوص من عدم إثارة [1] wundt رقم 223، 1، 1 ص128.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 32