اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 34
يفتحون أعينهم ما يمكن أن تكون عليه المعاملة التي تشترك فيها اللغة بنصيب. فللإجابة على السؤال المتقدم، يجب أن يستطاع النفاذ في شعور كائن إنساني قد بقي بفضل عاهات موروثة معلقا أما العالم الخارجي، أو قد أقصى منذ ولادته إقصاء تاما عن تأثير بني جنسه. الفرض الثاني لا يمكن ذكره ذكره دون الإحساس بسخفه، وإلا فكيف يمكن الحكم على كائنات بشرية بالعزلة عن غيرهم من بني الإنسان ويحرم عليهم على طريقة ما استعمال حواسهم إلى درجة أن يصير مخهم وكأنه يدور في غرفة مظلمة دون أي اتصال بالخارج.
نحن نعرف الاختبار الشاذ الذي قام به إبسمتيك ملك مصر كما رواه هيرودوت "حـ[2] رقم 2" أراد الملك أن يعرف ما إذا كان الفريجيون أسبق في العالم من المصريين، فأمر بتربية طفلين حدثين في عزلة منذ ميلادهما وحرم أن يسمعا أي كلام. وعند اختبارهما بعد بضعة أشهر وجد أن الطفلين يطلبان الطعام بقولهما "Beyos" ومعناها "خبز" بالفريجية. فاستنتج إبسمتيك من ذلك أن اللغة الفريجية أقدم من المصرية. وكان يمكن أن يستخلص من ذلك أيضا أن ملكة اللغة فطرية في الإنسان. لولا أن تجربة إبسمتيك تعوزها سيما الصدق وروح الجد.
هناك اختباران تبدو عليهما منذ الوهلة الأولى صفة الإقناع. وهما التجربتان اللتان أجريتا على طفلين ولدا أصمين كفيفين، وكانا بذلك محرومين من الاتصال بالعالم الخارجي. فكلنا يعرف مثلا حالة الفرنسية ماري هيرتان[1] Marie Heurtin أو الأمريكية هيلين كلر[2] Helen Keller. حالة هذه الأخيرة لها أهمية خاصة، فقد استطاعت الحصول على درجة كافية من التعليم، مكنتها من قراءة وكتابة عدد من المؤلفات في الأدب والفلسفة بعدة لغات. وإن كتابتها بقدر ما تكون خالية من روح المبالغة التي أسبغها عليها الأشخاص المحيطون بها لتسمح لها باستخلاص دلائل غريبة. [1] Ames en prison: Louis Arnould باريس، الطبعة العاشرة 1919. [2] Die Entwicklung und Erziehung: Helen Keller w. stern einer Taubstummblindeu برلين 1905.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 34