responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 238
جسام ولا سيما إذا كانت مسلوكة في بيت من الشعر، حيث تثبت الكلمات وتنظم بواسطة الوزن، أليس فرجيل virgile هو الذي يقول: "إنه يمكن إنزال القمر من السماء بجملة منظومة" Carmina uel coelo possunt deducere lunam؛ "8، بيت 69".
وكانت تنسب إلى الشعراء الأقدمين قوة مخوفة تتلخص في الاسم la satire "الهجاء". هذه الكلمة لا تثير في أذهاننا، نحن المتحضرين، غير فكرة تمرين أدبي عدا عليه الزمن بعض الشيء، ولكنه على كل حال لا يملك خيرا لإنسان. غير أن الهجاء في وقت ما كان يتقمصه ساحر، وكان الهجاء لعنة فادحة تصيب من يوجه إليهم. ونحن نعرف ما كان لأهاجي أرشيلوك Arcbiloque من نتائج. فهذا العاشق المطرود قد استطاع بقصائده الهجائية أن يلقي اليأس في قلب والد معشوقته وأن يقوده إلى الانتحار، وأقسى من ذلك أنه استطاع أن يفعل مثل هذا مع الفتاة نفسها. ورواة هذه القصة يحكونها لنا على أنها أسطورة من الأساطير، تشيد بموهبة أرشيلوك وإن لم تشد بخلقه. ولكن ليس من العدل في شيء ان نأخذها على أنها أسطورة، بل يجب أن نأخذها بنصها وحرفها. فالحق أن أرشيلوك قضى بالموت على ليكمبيس Lycambes ونيوبوليه Neobule؛ إذ قذفهما بلعنة سحرية لم يستطيعا منها خلاصا. وإن الشاعر الهجاء لم ينفصل عن الساحر الآثر إلا في العصور المتأخرة بفضل تقدم المدينة. أما في الأصل فكانا شيئا واحدا، وقد ظل الناس في كثير من الأقطار حينا طويلا لا يميزون بينهما. ففي جالية أسكتلندة يطلق على القضاء حتي يومنا هذا كلمة Ortha المنقولة عن الكلمة اللاتينية ORATIONEM منذ عهد قديم، ويقال عن الساحرة Tha facal aice "لها كلمة"، وذلك إشارة إلى قوتها[1].
فالواقع أن معرفة الإنسان للأشياء بأسمائها إمساك لها في قبضته، وإذن فعلم المفردات علامة القوة. لذلك كان سحرة الآثار دافيدا المتطببون يقولون في رقاهم: "أيتها الحمى! لن تفلتي مني، فإني أعرفك باسمك! " والأمر الذي يوجه إلى

[1] ج. هندرسن G. Henderson: نفايا من الاعتقاد عند الكلتيين: "1911". ص11، 18، 291.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست