اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 237
تصحبها لتبعية نغمية" "بك دي فوكيير Becq de fouquieres" فالشاعر في وسعه أن يحدث تأثيرات غير منتظرة بكلمات يظنها البعيد عن هذا الفن غير جديرة بمثل هذا الاستعمال، وذلك بواسطة ألوان من الإعداد والمقابلة محكمة التنسيق. كل كلمة أيا كانت توقظ دائما في الذهن صورة ما بهيجة أو حزينة، رضية أو كريهة، كبيرة أو صغيرة، معجبة أو مضحكة، تفعل ذلك مستقلة عن المعنى الذي تعبر عنه، وقبل أن يعرف هذا المعنى في غالب الأحيان. اذكر اسم إنسان ما أمام شخص لم يره قط، فإنه يكون عنه فكرة في الحال، فكرة زائفة على وجه العموم. فإذا ما قدمت له هذا المجهول، أجابك على الفور "أهو هذا! ما كنت أظنه هكذا" مثل هذا الشيء نفسه يحصل بالنسبة لكلمات اللغة. فإدراكنا للأشياء خاضع لانطباعات فجائية منبعثة من الاسم الذي يدل عليها.
إننا عندما نقيم ائتلافا بين الاسم والشيء، نسير على عادة نفسية قديمة قدم العالم نفسه. فقد ظل الاسم زمنا طويلا يعتبر جزءا لا يتجزأ من الأشياء، وليس فقط علامة قد توضع عليها: كان يشترك معها في خصائصها. فلم تكن العلامة تميز عن الشيء. فعبارة nomen omen تذكرنا بهذا الرأي العتيق، ونجد منه آثارا في تحريم المفردات وفي التشويهات الناجمة من هذا التحريم. في ذلك الحين كان للاسم أهمية بالغة. فنرى في سفر التكوين تلك الأهمية البالغة التي تعلق على أسماء إبراهيم وسارة وإسحاق. وفي بلاد الإغريق كان أجاكس Ajax المنكود الحظ يحمل في اسمه رمز مقدوره "سوفوكل، أجاكس Ajax، بيت 430".
واسم أوليس Ulysse يحمل في طياته بعض سمات أخلاق جده "انظر الأودسة، كتاب 19، بيت 406". فالكلمات إذن لم تكن مجرد علامات لا خطر لها، بل كانت لها قيمة سحرية، هي التي تفسر قوة الرقي واللعنات. والكلمة المكتوبة كانت بطبيعة الحال أبلغ أثرا من الكلمة الملفوظة، لذلك سنعود إلى الكلام عن قوة الكلمات السحرية في الفصل الخاص بالكتابة. ولكن الكلمة المجردة كانت كفيلة بإحداث آثار
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 237