اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 236
عقلنا[1]. فمن الحمق أن نحكم بوجود علاقة ضرورية بين الحرفين ف ل f[1] مجتمعين وبين فكرة السيلان إذ إن الكلمات ruisseau "مجرى" وriviere "جدول" وtorrrent "سيل" التي تعبر أيضا عن فكرة السيلان بقدر ما تعبر عنها كلمة fleuve "نهر" لا تحتوي على مثل هذين الصوتين، وأن كلمة fleur "زهرة" التي لا تكاد تتكون إلا من هذين الحرفين أيضا لا توقظ في الذهن إطلاقا فكرة السيلان. ولكن من الحق أن كلمة fleuve "نهر" معبرة لأن الأصوات التي تكونها صالحة تمام الصلاحية لإثارة الصورة التي تمثلها.
فالواقع أن هناك بين الأصوات ومركبات الأصوات فروقا في القدرة التعبيرية، وهذا هو سر الكلمات التي تعبر بأصواتها عن معناها oinomatopees؛ فالكلمة الألمانية kladderadatsch "كلادراداتش" تمثل جيدا مجموعة من الآنية بعضها فوق بعض وقد سقطت شظايا، والكلمة الفرنسية patapouf "باتابوف" تمثل كيسا محشوا بالملابس يسقط على درج السلم، وكلمة "pan" "بَنْ" تثير الصوت الجاف الذي يصدر من طلقة مسدس، وpoum "بوم" ذلك الصدى الممتد الذي ينبعث من طلقة مدفع. وكل الموسيقيون يعرفون أن النغمات المختلفة تناسب التعبير عن الأحاسيس المختلفة إن قليلا وإن كثيرا، فهذا السلم أليق من غيره ببساطة الحقول، وذلك بالعذوبة الرقراقة اللذيذة، وذاك بجهد الرجولة الصارم. وفطرة المؤلف تجعله يختار في كل حالة النغمة اللائقة، لذلك كان من الحق أن الانتقال بالقطعة من نغمة إلى نغمة يشوه طابعها في بعض الأحيان. ولكن لا يستطيع إنسان أن يقرر أن المؤلف العبقري ليس في وسعه أن يعبر عن العاطفة التي يحسها بأية نغمة من النغمات. كذلك فن الشاعر يستطيع أن يحمل أصوات الكلمات كل تعبيرية تروقه: "الكلمة الخالقة للفكرة تصير بعناصرها الصوتية خالقة للبيت من الشعر وتخضع الكلمات الثانوية التي [1] جرامون Onomatopees et mots expressifs: Grammont، في رقم 17، مجلد 44، ص27.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 236