responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 235
بالوصفات الناشئة عن اللعب بالألفاظ، فترابط الأفكار يخلق أدوية من نوع الأمراض HOMEO-PATHIQUES، ذلك أن الكلمات لها دائما قيمة رمزية إن قليلا وإن كثيرا[1].
أشرنا فيما سبق إلى ما بين اللغة الانفعالية واللغة المنطقية من علاقات؛ فكلتاهما تختلطان في الاستعمال الذي يستخدم الكلام. ولكن هذا المزج يكون على أثبت حال في ميدان المفردات منه في أي ميدان آخر. فالكلمة لا تحدد فقط بالتعريف التجريدي الذي تحددها به القواميس. إذ يتأرجح حول المعنى المنطقي لكل كلمة جو عاطفي يحيط بها وينفذ فيها ويعطيها ألوانا مؤقتة على حسب استعمالاتها. بل حتى عند أقل الناس خيالا وأبعدهم عن التأثر يختلط بالمعنى التجريدي العام الذي تبين عنه الكلمة، ألوان خاصة هي التي تكون قيمتها التعبيرية.
إذا أردنا تحليل هذه القيمة اكتشفنا فيها خصائص متنوعة وأصولا عديدة فهي تنشأ أولا من اتفاق يتكون بين معنى الكلمة والأصوات التي تتألف منها. نعم أغلب الظن أنه لا يوجد اليوم من يرى رأي الرئيس دي بروس de Brosses أو رأي كوردي جبلان court de gebelin من أن الكلمات تكونت في الأصل من أصوات مساوية للأفكار وأن fleuve "النهر" مثلا يدين باسمه إلى أن الحرفين ف ل f[1] اللذين يحتويان حرفا مائعا يوقظان الإحساس بشيء "يسيل" إذ لا يوجد أي تطابق مبدئي بين الصوت والمعنى، فالمفردات لم تخرج من مجموعة من أسماء الأصوات. ولا نظن أحدا يضم صوته إلى مقولة رجل الكنيسة الذي يزعم أن الأسماء يجب أن تتفق وطبيعة الأشياء، كما يقول سان توماس الأكويني:
"momina debent naturis rerum congruere"
ولكن إذا كان هذا الاتفاق فرضا لا قيمة له في تفسير بناء المفردات، فإن هذا الغرض يحتفظ بقيمته كاملة من حيث أنه يقرر الطريقة التي يجري عليها

[1] عن القيمة الرمزية للكلمات انظر ميير meyer، رقم 30، مجلد 12، ص256.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست