اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 233
مجموعات أخرى. فإعطاء ترتبط بإحلال وإعظام ... إلخ, ومعط يرتبط بها مغن ومزر ... إلخ, ومعطى ترتبط بها كلمات مثل مرضى وملقى ... إلخ. فهناك إذن تداخل بين المجموعات.
اجتماع الكلمات تبعا لأصواتها يؤدي دورا هاما فيما يسمى الاشتقاق الشعبي "انظر ص79" فالذهن يميل إلى أن يصل بين الكلمات تبعا لشكلها الخارجي وأحيانا على عكس ما يقتضي المعنى، بل على عكس ما يقتضي العقل السليم. وقد تسوق مشابهة غامضة بين كلمة وكلمة أخرى أشيع استعمالا أو أكثر شهرة إلى التقريب بينهما، ومن هنا تنشأ بعض التشويهات الغريبة: فالتسمية اللاتينية culcita pucata ومعناها الحرفي "ملحفة ذات غرز" Couverture piquee صارت في الفرنسية courte pointe "الغرزة القصيرة" بدلا من Coulte pointe "الغرزة المشكوكة" مع أن فكرة القصر لا صلة بينها وبين تعريف المادة التي نحن بصددها. والرقص الإنجليزي المسمى countrydance "رقص الريف" مع أنه منقول من فرنسا، دخل اسمه في اللغة الفرنسية من جديد بصيغة contredancse "عكس الرقص" وهي عبارة لا معنى لها. ونحن نعرف الصيغ الظريفة التي تأخذها أسماء الأمراض والأدوات الفنية في أفواه العامة، فهي كنز لا يفنى من التسلية للمشتغلين بتسجيل الطرائف. وإذا كانت عبارة la liqueur a piocer "خمرة النوم" التي تقال بدلا من laqueur opiacee "خمرة بالأفيون" وهي عبارة لذيذة موفقة المعنى فإنه لا يوجد أي مبرر لإطلاق lait d'anon "ليدانون" "لبن الحمارة" على الدواء المسمى Laudanum.
وقد ذكرت حالة أطلق فيها اسم chantepleure "غناء البكاء" على نوع ما من الأقماع لا علاقة له مطلقا بالبكاء ولا بالغناء حتى أصبح اسمه في تغيراته المتتابعة من خير المثل للاشتقاق الشعبي الذي ليس للمعنى فيه أية أهمية. وأسماء الأعلام "ونعتبر أسماء الأعلام هنا بمعناها الأوسع انظر ما يلي في آخر هذا الفصل" مسرحا خصيبا لمثل هذه التشويهات. ومن أمتع هذه التشويهات ذلك الذي جعل من pipe de kummer "عليوم كومبر" اسم صانعه pipe d'ecume de mer "kummer" "عليوم
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 233