اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 232
ولكن الكلمة بكل المعاني الكامنة توجد في الذهن مستقلة عن جميع الاستعمالات التي تستعمل فيها مستعدة للخروج والتشكل بحسب الظروف التي تدعوها.
تنوع الاستعمالات التي تصلح لها الكلمة لا تخلع عليها قيمة عامة. إذ لا يوجد بين القيم المختلفة التي تصلح لها الكلمة قيمة وسطى. بل كل واحدة منها موجودة بأسرها، لا تنتظر لتعزز وجودها إلا إشارة واحدة. وإذا كان هناك شيء من التردد، فإن ذلك التردد لا يرجع إلى القيمة نفسها بل إلى الظروف التي تتدخل فيها. في ذهني مثلا كلمة "بنت" Fille. فمعانيها التي أشرنا إليها سابقا لا يختلط بعضها ببعض, بل تبقى كل منها تحت تصرفي ساعة أحتاج إليها. ومع ذلك فليس عندي في ذهني إلا كلمة واحدة هي Fille "بنت".
هذه الكلمة نفسها ليست منعزلة، بل مسجلة في ذهني مع كل حالات السياق التي سبق أن أدخلتها فيها، ومع كل الارتباطات التي تصلح للاشتراك فيها: "بنات وبنين"، "بنت طيبة"، "بنت أم"، "بنات الملجأ"، إلخ. فأراني أربطها في آن واحد بعدة عائلات من الكلمات. وهي تثير في نفسي عددا من التصورات يكبر أو يصغر تبعا لقوة مخيلتي، وكل هذه التصورات تشع منها في جميع الجهات.
ليس في الذهن كلمة واحدة منعزلة. فالذهن يميل دائما إلى جميع الكلمات، إلى اكتشاف عرى جديدة تجمع بينها. والكلمات تتشبث دائما بعائلة لغوية بواسطة دال المعنى أو دوال النسبة التي تميزها، أو بواسطة الأصوات اللغوية التي تتركب منها لا أكثر من ذلك. فنحن نشعر بأن الكلمات: إعطاء، عطية، عطاء، معط، معطى" ... إلخ، تكون عائلة قائمة بذاتها تتميز بعنصر مشترك، هو الأصل "ع ط ي" مهما تنوعت معاني المشتقات. كذلك الكلمات bonasse "مصطفاوي" وblondasse "شقراوي" وcocasse "مضحكاوي" وjaunasse "أصفراوي" وdegueulasse "مقرفاوي" "وهذه الأخيرة عريقة في العامية" ترانا نربطها بعضها ببعض بواسطة اللاحقة asse "آس" التي تدل على السخرية. ولكن من الكلمات إعطاء، معط, ومعطى, إلخ تكون
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 232