اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 231
خربت ثوبها بمعنى "abimer"" أو يحتضن صناعة أو يتمتع بصحة سيئة؛ فالمتشددون على حق حين يرفضون هذه العبارات. ولكن من الخرق أيضا أن نتكلم عن مرساة سكة الحديد debarcadere de chemin der fer "حيث لا ينزل من القطار في قارب، والمرساة deparcadeir أصلها للخشبة التي تصل بين السفينة والشاطئ" أو عن الوصول إلى بلدة كذا arriver "حيث لا يوجد شاطئ لعدم وجود نهر، وأصل معنى arriver الوصول إلى rive أي الشاطئ" أو عن الاستياك بفرشة شعر أو عن اعتناق مبدأ من المبادئ ولا دخل فيه للعنق. ومع ذلك فهذه كلها من خير عبارات اللغة، لا نحس فيها شيئا مما يخالف المنطق، وقد يعترينا الدهش حين نعلم أن بعض المتشددين من أعضاء الأكاديمية كانوا في القرن السابع عشر يخطئون عبارة "أغلق الباب" مدعين أنه يجب القول "ادفع الباب" أو "اغلق الغرفة"[1].
كذلك لا نحس خبثا -اللهم إلا إذا قصدنا إلى ذلك قصدا- في مسميات مثل "براغيت الست" أو "فسية العفريت" أو "حظيرة الحزب"؛ لأن أصل الاستعارة قد اختفى من الاستعمال الحالي، إذ صارت أسماء تدل على نوع من الحلوى، أو على ظاهرة جوية أو على مستقر لجماعة ما وبالتالي على مبادئها. كما في وسعنا أن نقول: "نقرن زيدا بعمرو" دون أن نسيء إليهما، لأن قيمة الكلمة الاشتقاقية قد اختفت.
الذي يعين قيمة الكلمة في كل الحالات التي ناقشناها إنما هو السياق، إذ أن الكلمة توجد في كل مرة تستعمل فيها في جو يحدد معناها تحديدا مؤقتا. والسياق هو الذي يفرض قيمة واحدة بعينها على الكلمة بالرغم من المعاني المتنوعة التي في وسعها أن تدل عليها، والسياق أيضا هو الذي يخلص الكلمة من الدلالات الماضية التي تدعها الذاكرة تتراكم عليها، وهو الذي يخلق لها قيمة "حضورية". [1] سانت إفرمن saint-Evremond؛ Comedie des Academiciens الفصل الثالث المنظر الثالث.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 231