اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 230
ما تثقل الخطب الرسمية والمقالات التي تنشر في صغار الصحف. فجعل "عربة الدولة تسبح على بركان" أو وصف فنانة مبتدئة بأنها "كوكب من العشب، يغني "رغم حداثته" بأنامل فنان ناضج" ليس من العناية بالأسلوب في شيء. وكل اللغات تحتوي على عبارات عوجاء من هذا القبيل تذكر أحيانا للتفكه وإثارة الضحك. وكلنا يعرف الجملة الألمانية der zahn der zeit, der Schon so manche Thrane getrocknet hat, wird auch uber diese wunde Gras wachsen lassen وترجمتها الحرفية "ناب الدهر الذي كثيرا ما جفف من دموع, سيجعل العشب ينمو على هذا الجرح أيضا". لا شك أن مثل هذه الجمل تثير الضحك، ولكنها لا تضحك إلا بعد تفكير، أما في حرارة الارتجال فإن وجه الإضحاك فيها لا يبدو دائما. وخطؤها أنها تجمع بين كلمات لا تأتلف إذا كانت مستعملة مجازيا. ولكن من يدخلها في كلامه يستطيع أن يقول في الدفاع عن نفسه بأنه لم يسع إلى عمل استعارات. وإنما أراد أن يستعمل عبارات مصنوعة stylisees في الحال. والواقع أن كلمة واحدة منها تليق بالغرض الذي وضعت له إذا أخذت على حدة. ولكن تراكمها في مكان واحد هو الذي يدعو إلى الضحك منها[1].
كل منا معرض للوقوع في أخطاء من هذا القبيل إذا لم يراقب نفسه. فنجد الكثير منها عند الخطباء الذين يرتجلون. بل إن الكتاب ذوي المواهب ليسوا بمنجي عن الوقوع فيها. فقد أحصى الألمان الكثير منها في شعر شيلر. ولكنها لا تعاب حقا إلا عندما يكرر منها عدد كبير أو عندما تثير صورا مغرقة في إثارة الضحك كما في الأمثلة السالفة. غير أن المتشددين يعيبون على كل العبارات التي فيها استعارة غير مؤتلفة أو مزادة بين كلمات لا تتزاوج. ومع ذلك إذا سمعنا هذه الأشياء من أفواه عامة الشعبة، لا ينبغي لنا أن نعجل بالاحتكام إلى محكمة العقل ضدها على أنها من سوء الاستعمال. فإن عددا كبيرا من العبارات الجارية التي تجيزها القواميس ويستعملها خير الكتاب قد نتج من استعمالات مجازية ممسوخة. أليس من الخرق أن يقال: يملأ غرضا "يعني "يحقق غرضا" أو [1] إردمان Erdmann ورقم 157، ص172.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 230