اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 229
أربع كلمات من "سو SO" "وإن اختلفت في الكتابة" في الجمل الأربعة الآتية: ILS ONT DEPOSE LEURS SEAUX "لقد حطوا دلاءهم" ILS ONT APPOSE LEURS SCEAUX "وضعوا توقيعاتهم" وLA NATURE NE FAIT PAS DE SAUTS "الطبيعة لا تقوم بوثبات" ces enfants sont des sots "هؤلاء الأطفال بلهاء"[1].
قد يعترض معترض فيقول بأنه قد مرت لحظة كان يحس خلالها بأن كلمة ريشه استعارة. ولكن هذه اللحظة لم تطل، فأية كلمة في اللغة الجارية ليس لها إلا معنى واحد في الوقت الواحد. إذ لما كانت ريشة الأوزة تستعمل في الكتابة، كان الذي قال "آخذ ريشتي لأكتب كلمة" قد استعمل كلمة ريشة بمعنى أداة للكتابة، ولم يقصد استعمال استعارة، وسامعه لم يقدر غير هذا التقدير. الاستعارة تشبيه مختزل، تقديرها يحتاج إلى مجهود يستطيع الإنسان أن يسلم به له لمؤلف يقرؤه عندما يتوفر له الوقت، ولكنه في المحادثة لا يملك الوقت الكافي لهذا العمل. فاللغة في حاجة إلى تحديد ووضوح. وأكثر ما يجب تجنبه عند الكلام إنما هو اللبس. والجناس في حد ذاته مسلك غير طبيعي، فهو عمل فني يتطلب انتباها خاصا ككل إنتاج فني. وأولئك الذين يقبلون على هذا النوع من الممارسة يعرفون جيدا ضرورة تحضير الجو وإيقاظ عقل السامع ليكون على بينة مما يجري فيقف بالمرصاد لاقتناص النكتة العقلية. فلو كانت الكلمة تمثل دائما في الكلام بكل معانيها الممكنة لأحسن السامع في المحادثة على كل حال ذلك الأثر المضايق الذي تحدثه في نفسه سلسلة من الجناسات.
لا شك أن هذه النتيجة تصدم المتشددين الذين يعلقون أهمية كبيرة على اختيار الاستعارات، والذين يقولون بإقصاء كل تلك التي لا تأتلف ائتلافا تاما مع سياق النص، وقد يعترضون بأن فن الأسلوب لم يوجد عبثا. نعم، نحن نوافق أنه ليس من التجاوز في العناية بالأسلوب أن تعاب هذه الاستعارات المتنافرة التي كثيرا [1] الكلمات التي تدل على دلو وتوقيع ووثبة وأبله واحدة في نطقها ولكنها مختلفة في رسمها. المعربان.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 229