اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 228
في أكثر من معنى l'homoynymis يوجد مستقلا عما كان بين الكلمات من صلات تاريخية.
أكثر من ذلك أننا حينما نقول بأن لإحدى الكلمات أكثر من معنى واحد في وقت واحد نكون ضحايا الانخداع إلى حد ما. إذ لا يطفو في الشعور من المعاني المختلفة التي تدل عليها إحدى الكلمات إلا المعنى الذي الذي يعينه سياق النص[1]. أما المعاني الأخرى جميعها فتمحى وتبدد ولا توجد إطلاقا. فنحن في الحقيقة نستعمل ثلاثة أفعال مختفة عندما نقول "الخياط يقص الثوب" أو "الخبر الذي يقصه الغلام صحيح" أو "البدوي خير من يقص الأثر". وكذلك الحال عندما أقول "لا تصاحب الآنسة س: إنها بنت" أو "السيدة س ولدت مولودا، إنه بنت" أو "أقدم لك بنتي", فإني أستعمل في الواقع ثلاثة كلمات لا يربطها بعضها ببعض أي رباط، لا في ذهن المتكلم ولا في ذهن السامع.
في التسليم بأن للكلمات معنى أساسيا ومعاني ثانوية صادرة عن الأول إثارة لمسألة وجهة النظر التاريخية ووجهة النظر التاريخية تلك لا قيمة لها هنا. ربما رأى الشخص الذي يشمل اللغة بأسرها في تطورها واتساعها بنظرة واحدة أن الريشة التي من حديد جاءت من ريشة الأوزة، فهي عنده كلمة واحدة أخذت دلالتين مختلفتين على مرور الزمن. لذلك يجدر بقاموس يفخر بتتبعه لخط سير المعاني أن يضع تحت كلمة ريشة، معنى الريشة التي من "حديد" بعد معنى ريشة "الأوزة" ولكن الفرنسي الذي يتكلم لغته اليوم، لا يرى في هذين الاستعمالين في الواقع إلا كلمتين مختلفتين. ولا يوجد شخص واحد يحاول أن يشكو من الغموض عند سماعه جملتين من قبيل "يعيش من كد ريشته" و"اجتث له ريشة". وكل واحد يفهم دون تردد أن الكلام في الجملة الأولى عن أحد الكتاب وفي الثانية عن أحد الطيور. فالكلمتان مختلفتان كجميع المشتركات الأخرى. وفي اللغة كلمتان من "ريشة" تقابلان المعنيين السابقين كما يوجد [1] قارن ما يقول بولان PAULHAN فيما يقتبسه عنه ب. لروا B. LEROY رقم 87، صفحة 97.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 228