اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس الجزء : 1 صفحة : 156
الحَسَن ومن الاستعارة قولهم: "زالَتْ رحالةُ سابح" كناية عن المرأة تستعصي على زوجها. قال الشمّاخ1:
وكنتُ إذا زالت رِحالَةُ سابحٍ ... شَمِتُّ به حتَّى لقيتُ مِثالَها
وكانت امرأته نَشَزَتْ عليه، وذلك قوله2:
ألا أصبحتْ عِرْسي من البيت جامحاً ... بغيرِ بَلاءٍ سَيِّئٍ ما بَدا لَها
باب الحذف والاختصار:
ومن سنُن العرب الحذف والاختصار، يقولون: "والله أفعلُ ذاك" يريد لا أفعل. و"أتانا عند مَغيب الشمس. أو حين أرادَ. أو حينَ كادت تغرب" قال ذو الرّمة3:
فلمّا لَبِسْنَ الليلَ أو حين نَصَّبتْ ... له مِن خذا آذانها وهو جانِحُ
ومنه في كتاب الله جل ثناؤه: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَة} [4] أراد أهلّها. و {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [5]. و"بنو فلان يَطَؤُهم الطريق" أي أهله. و"نحن نَطأُ السماء" أي مَطرها. و {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ} [6] أي من آل فرعون. و {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ} [7] أي ضِعفَ عذابِها. و {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ} [8]. ومثله: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} [9] أي فضرب فانفلق. ومنه {إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ، قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} [10] أراد الثناءَ الحسن. ومنه {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ} [11] معناه: فإذا عزم الأمر كَذبُوه.
1 ديوانه: 289، وفيه: "رحالة صاحب شتمت به".
2 ديوان الشماخ: 287. وفيه: على غير شيء أي أمر بدا لها.
3 ديوان ذي الرمة: 55. [4] سورة يوسف، الآية: 82. [5] سورة البقرة، الآية: 197. [6] سورة يونس، الآية: 83. [7] سورة الإسراء، الآية: 75. [8] سورة النعكبوت، الآية: 5. [9] سورة الشعراء، الآية: 63. [10] سورة يس، الآية: 26. [11] سورة محمد، الآية: 21.
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس الجزء : 1 صفحة : 156