اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس الجزء : 1 صفحة : 155
موضع آخر فيقولون: "انشقت عصاهم" إذا تفرقوا. وذلك يكون للعصا ولا يكون للقوم. ويقولون: "كشَفَتْ عن ساقها الحروبُ". وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ} [1] يقولون للرجل المذموم: إنما هو حمار. وقال الشاعر:
دُفِعتُ إلى شيخ بجنَبِ فِنائِهِ ... هو العِيرُ إلا أنّه يتكلَّمُ
ومنه قوله جلّ ثناؤه: {الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} [2] و {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} [3] أي في الخلق الجديد. و {بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [4] وتقول العرب: "رانَ به النُّعاس" أي غلب عليه. و {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [5] أي ضيق وشدة. و {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} [6]. و {امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [7] وقوله جلّ ثناؤه: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [8] وتقول العرب "ناقة تاجِرَة" يريدون أنها تُنْفِّقُ نفسَها بحسنها. وقوله جلّ ثناؤه: {وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [9] و {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} [10] و {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} [11] ويُراد حظُّهم وما يحصل لهم. والعرب تقول12:
فإني لستُ منكَ ولستَ مني ... إذا ما طارَ من مالي الثمينُ
أي حصل. ومنه قوله جل ثناؤه: {أَقِمِ الصَّلَاةَ} [13] أي ائْتِ بها كما أمرتَ به و {إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} [14] أي عَصَمَكَ منهم. رواه شعْبَة عن أبي رَجاء عن [1] سورة المدثر، الآية: 50. [2] سورة القيامة، الآية: 29. [3] سورة النازعات، الآية: 10. [4] سورة المطففين، الآية: 14. [5] سورة البلد، الآية: 4. [6] سورة العلق، الآية: 15. [7] سورة تبت، الآية: 4. [8] سورة الدخان، الآية: 29. [9] سورة العنكبوت، الآية: 67. [10] سورة الشعراء، الآية: 225. [11] سورة الأعراف، الآية: 131.
12 المقاييس: مادة "ثمن" بلا عزو. [13] سورة الإسراء، الآية: 78. [14] سورة الإسراء، الآية: 60.
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس الجزء : 1 صفحة : 155