responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 157
باب الزيادة:
قال بعض أهل العلم: إنّ العرب تَزيد في كلامها أسماءً وأفعالاً.
أما الأسماء فالاسم والوَجه والمِثْلِ. قالوا: فالاسم في قولنا: "بسم الله" إنما أردنا "بالله" لكنه لمّا أشّبه القسم زِيدَ فيه الاسم. وأما الوجه فقول القائل: "وَجْهي إليك" وفي كتاب الله جل ثناؤه: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [1] ثم قال: الشاعر2:
استغفر الله ذنبا لستُ مُحْصِيَهُ ... رب العباد إليه الوجهُ والعملُ
وأما المِثْل ففي قوله جلّ ثناؤه: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [3] ويقول قائلهم: "مثلي لا يَخضع لمثلك" أي: أنا لا أخضعُ لك. قال الشاعر4:
يا عاذِلي دعْني مِن عَذْلكا ... مِثليَ لا يَقبَل من مثلكا
وقوله جلّ ثناؤه: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [5] أي عليه.
وأما الأفعال فقولهم "كاد" في قول الشاعر6:
حتّى تناول كَلْباً في دِيارهِم ... وكادَ يسمو إلى الجُرفَيْنِ فارتَفعا
أراد "وسما"، ألا ترى أنه قال: "فارتفعَ". وما يُزاد أيضاً من الأفعال قول القائل: "لا أعلم في ذلك اختلافاً" وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: {أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ} [7] أراد والله أعلم: بما ليس في الأرض.
وقد تزاد حروف من حروف المعاني, كزيادة "لا" و"من" وغير ذلك. وقد مضى ذكره بشواهده.

[1] سورة الرحمن، الآية: 21.
2 المقتضب: 2/ 321، بلا عزو.
[3] سورة البقرة، الآية: 23.
4 الإنصاف: 1/ 301 بلا عزو.
[5] سورة الأحقاف، الآية: 10.
6 ديوان الأعشى: 108.
[7] سورة الرعد، الآية: 33.
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست