في كتابه "الأضداد" واستهلها بقوله: "ويحكي عن ابن مروان نحويّ أهل المدينة من خزاعة الغبشان أنه قال ... "[1].
وفي هذا النص إشارة صريحة وهي أنه ينحدر من قبيلة خزاعة وهي قبيلة قحطانية نزلت مكة وحالفت قريشاً، وكانت مواطنها بين مكة والمدينة، ومنهم بطن يقال له: الغَبشان[2].
17- عيسى بن مينا بن وردان (205 أو 220 هـ)
ويلقب بـ "قالون" وهو قارئ المدينة ونحويُّها، كما يقول الجزري[3]، يقال إنه ربيب نافع، وقد اختص به كثيراً، وهو الذي سماه "قالون" لجودة قراءته.
قال الجزريّ: "قال ابن أبي حاتم: كان أصم يقرئ القرآن، ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة، وقال: وسمعت علي بن الحسن يقول: كان عيسى بن مينا قالون أصم شديد الصمم، وكان يُقرأ عليه القرآن، وكان ينظر إلى شفتي القارئ ويرد عليه اللحن والخطأ"[4].
ولما برع قالون في العربية تصدر لتعليمها، يقول ابن الباذش الأنصاريّ: إنه "كان يعلِّم العربية"[5] وقال الذهبيّ: "تبتل لإقراء القرآن والعربية"[6].
وهكذا يمكن القول: إن عيسى بن مينا لم يُعلّم طلابه قراءات القرآن فحسب "بل كان يعلمهم النحو - أيضاً -، وهم يجدون في دراستهم إشباعاً [1] الأضداد 1/371. [2] ينظر: جمهرة أنساب العرب 1/242. [3] ينظر: غاية النهاية 1/615. [4] نفسه 1/616. [5] الإقناع 1/ 59. [6] معرفة القراء الكبار 129.