16- محمد بن مروان المدنيّ (195هـ تقريبًا)
ابن مروان من علماء القراءات والعربية في المدينة، ذكره الجزريّ في طبقات القراء، فقال في ترجمته: "محمد بن مروان المدنيّ القاريء، ذكره الداني، وقال: وردت عنه الروايات في حروف القرآن، وذكر عن أبي حاتم السجستانيّ أنه قال: ابن مروان قارئ أهل المدينة ...
وقد روى الداني عن الأصمعيّ أنه قال: قلت لأبي عمرو بن العلاء: إن عيسى بن عمر حدثنا قال: قرأ ابن مروان {هُنَّ أَطْهَرَ لَكُمْ} [1]قال: احتبى في لحنه "[2].
ورويت هذه القراءة في بعض المصادر معزوة لمحمد بن مروان السِّديّ الكوفيّ[3].
ولم يبق من تراث محمد بن مروان المدنيّ في اللُّغة سوى مسائل قليلة، عرفنا منها اثنتين، إحداهما نحوية ورد ذكرها في "الكتاب" لسيبويه في قوله: "أما أهل المدينة فينزلون هو هاهنا بمنزلته بين المعرفتين، ويجعلونها فصلاً في هذا الموضع، فزعم يونس أن أبا عمرو رآه لحناً وقال: احتبى ابن مروان في ذِه[4] في اللحن؛ يقول: لحن، وهو رجل من أهل المدينة، كما تقول: اشتمل بالخطأ، وذلك أنه قرأ: {هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرَ لَكُمْ} فنصب"[5] أي نصب (أطهر) .
والمسألة الأخرى لغوية في دلالة كلمةْ "السامد" ذكرها أبو الطيب اللغوي [1] سورة هود: الآية 78. [2] غاية النهاية 2/261، وفيه: قال: "احسى من الجنة" وهو تصحيف وتحريف وكلمة "احسى" هكذا غير منقوطة: والتصويب من الكتاب 2/396، 397، والفريد في إعراب القرآن 2/654. [3] ينظر: البحر المحيط 5/247، والدر المصون 6/362. [4] أي: هذه. [5] الكتاب 2/396،397.