لميولهم واستجابة لما تعجّ به نفوسهم من حبٍّ للقرآن وقراءاته، وحرصٍ على بقاء اللُّغة بعيدة عن اللحن"[1].
هؤلاء من توصلت إلى معرفتهم من أعلام العربية في المدينة في ذلك العصر المتقدم، ممن نص علماؤنا على اشتغالهم بالعربية أو فرع من فروعها، أو وُجد ما يدل على ذلك.
وقد برز بعضهم في النحو دون سواه مثل عليّ الجمل ومروان بن سعيد المهلبيّ.
وبرز بعضهم في القراءات والنحو مثل ابن هرمز ونافع وعيسى بن مينا.
وبرز بعضهم في التفسير واللغة مثل ابن عباس وعبد الرحمن بن أسلم.
وبرز بعضهم في الأدب ورواية اللُّغة مثل ابن دأب الليثيّ.
ويمكن أن يضاف إلى هؤلاء جماعة أخرى من قراء المدينة المشهورين كأبي جعفر يزيد بن القعقاع المخزوميّ المدنيّ (130 هـ) وابن جماز المدنيّ (170 هـ) وإسماعيل بن جعفر الأنصاريّ المدنيّ (180 هـ) .
ولا شك في أن هناك كثيراً من علماء العربية في المدينة لم يصلنا خبرهم، واندثر علمهم مع ما اندثر من التراث العربيّ، للأسباب التي صدّرت بها هذا الفصل.
وأختتم هذا الفصل برواية غريبة رواها السيوطيّ عن شيخه الكافيجيّ تفيد أن أول من وضع علم التصريف العربي أو بذرته الصحابيّ الجليل معاذ بن جبل الأنصاريّ (18 هـ) .
قال السيوطيّ: "وأما التصريف فقد ذكر شيخنا العلامة محي [الدين] [1] مجلة المنهل، العدد 499 المجلد 54، الربيعان 1413 هـ ص: 125.