اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 68
أبينا لأمه الشيخ العارف العامل، والعالم الكامل، المتلقي سائر الفنون، ولا سيما التصوف، عن مشايخ عظام وعلماء، سيدي الشيخ أحمد ابن سويد الصوفي، «1» غائبا عن البلد في القسطنطنية، فلما سمع بموت أبينا أخيه، شدّ الرحل على الفور، وتوجه إلى مدينة السلام بغداد، فجاءنا ونحن على آخر رمق، فكفلنا وربانا وأحسن تربيتنا، إلّا أن كسوتنا غالبها على أمّنا على طريقتها السابقة، فبعد مجيئه بثلاثة، «2» أرسلنا إلى الكتاب، والشيخ فيه إذ ذاك شيخنا الصالح الناسك الورع التقي العالم العامل الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ محمود، من أهل ما وراء النهر، «3» فختمنا عنده القرآن، وأقرأنا رسالة في التجويد، وتعلمنا عنده الكتابة، رحمه الله رحمة واسعة في الدين والدنيا «4» والآخرة.
ثم أن عمّنا ضمنا إليه ليعلمنا حسن الخط، وكان له خط في غاية الجودة ثلثا ونسخا على قواعده المعلومة عند الكتّاب، فأخذ يعلمنا قواعد الكتابة إلى أن مهرنا بها غاية المهارة، لأنه- رحمه الله تعالى- كان (4 ب) يحرضنا عليها ويحثنا على تعلمها إلى أن بقيت أسود مشقي على ضوء القمر. ثم إنه- رحمه الله- أرسلنا إلى الشيخ حسين نوح المتقدم ذكره لتعلم العلم. وكان شيخنا هذا يدرس بالمدرسة العمرية، نسبة إلى والي بغداد إذ ذاك عمر باشا «5» - رحمه الله تعالى- وهو قد بناها لأجل شيخنا المذكور، فهو أول من درّس بها
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 68