responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 350
الهاشمية، وغصن الشجرة العلوية الفاطمية، فأي عالم بخلافتي لا يفتي، وأنا أبو الجمال، حسن الحرستي ثم اقتفاه آخر بعيون مراض تشق القلوب أهدابها، ويصدع الأفئدة وعيدها وإرهابها، وحواجب مقوسة مقرونة بها جميع الناس، حزمة «1» مفتونة. وقال: أنا ذو الجفن الكاسر، والناهي الآمر، إذا غضبت سلبت الألباب، وإن لحظت أذهلت الحازم عن الصواب، تصيب حاجباي بلا وتر، وتقتل عيناي بلا وزر، فأنا الملقب بسلطان الهند، وليّ الأمر من قبل ومن بعد، فأنا الأحق بالخلافة على الصواب، كيف وجدّي أنا عمر بن الخطاب، فأنا الحامد الشاكر، وتم بأبي سعدي فأكرم بذي المفاخر، ثم عقبه يميس بقدر طيب، وردف ثقيل قضيب، بعيون نعسانة، (215 ب) وجفون فتانة، وأعطاف تكاد تنفصل من اللين، وثغر حوى الدر الثمين، وقال: أنا سلطان الملاح، وأنا الحاكم عليهم ولا جناح، فمن في هذا الميدان يجاريني، وأنا الغصن الميّال عبد الرحمن المنيني، فبينما هم في ميادين المجادلة وعكاظ المساجلة والمناضلة، إذ أبصرتهم يتطلعون، وأبصرتهم يستريحون، فأفرجوا فرجة في البين، واصطفوا في الحال صفين، [و] لزموا الأدب مطرقين، ونكسوا أعناقهم خاضعين، وإذا بقائل يقول: يا جميل الستر سترك، تعس من كفر بالله وأشرك، والخطيب ختم خطبته الفاخرة بقوله: لبيك، إن العيش عيش الآخرة، سبحانك ما خلقت هذا عبثا باطلا، ما هذا بشر، إن هذا إلا ملك كريم ليس عن حكمة عاطلا، والتفتّ فإذا بظبي غرير، وبدر منير، وغصن ميال يهتز اهتزاز العسال «2» ، يصيد بلحظه الأسود، ويحرق العشاق بجمرات الخدود، بوجنة تدميها خطرات النسيم، وجفن بموسى لحظه كل قلب كليم، وجبين (216 أ) أبلج، وثغر أفلج، ومبسم حوى الدرر، وخدّ زهر فيه ورد الخفر، وهو يتمايل تمايل القضيب، ويترنح ترنح البان فوق كثيب. وقال: الحمد لله الذي زين الثغور، بالدرر، وحسّن الخدود بجلنار الخفر، وجمّل العين بالكحل، وأصمى القلوب بسهام المقل، وأطلع

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست