responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 351
شمس الحسن في آفاق المحيا، وأودع في الرضاب قوة الإسكار فلا يحاكيه الحميا، ونصب القلوب أغراضا لأهداف العيون «1» ، وأغمد البيض البواتر في لحاظ الجفون، والصلاة والسلام على أحسن الخلق وأجملهم «2» وأفضلهم وأكملهم، ذي المحاسن التي ما حواها مخلوق، والشمائل التي ما اتصف بها سابق ولا مسبوق، سيد الملاح على الإطلاق، وجامع أنواع الجمال بالاتفاق، جدّي الأكبر بالمعنيين، محمد المصطفى من خير الفريقين، وعلى آله وأصحابه وجنده وأحزابه، أما بعد. فيا أيها المفتئتون على ادعاء الخلافة، والزاعمون أنكم جمعتم أصناف الرقة واللطافة، أتظنون أن أمر الخلافة سدى، وأن (216 ب) الضلالة تقهر الهدى كلا! فإن للخلافة شروطا مشروطة، وأركانا بها منوطة مربوطة، فأي منكم ترشح لها وتأهل، وأي عليه مدار أعبائها إذا الأمر أعضل، فأنا «3» المعين دون أحد، وأنا السلطان والعلم المفرد، طالما فتكت بألحاظي، وأثملت بألفاظي، فكم أسد قبضت، وكم بطل أسرت، وكم لي من قتيل وصريع وجديل، إن تبخترت كان البان في خجل، وإن لحظت كان الغزال في وجل، وإن أسفرت أزريت بالنيرين، وإن أسبلت غديرتي كان الليل في تيك (التقدرين) «4» يهتدي، يجليني إذا أشرق، ويضل بطرفي كالليل، إذا غسق، يفوق ابتسامي البرق بالشنب، ويقضي تعبيسي بالهلاك والعطب، إذا أمرت امتثلت أوامري، وإن نهيت اجتنبت زواجري، وحسبي في تعييني الخلافة، أن شاكرا أو عبد الرحمن، سلما لي بالظرافة: فكانا من أتباعي وأنصاري وأشياعي، كيف وقد حكم لي بها العالم الذي سار فضله في كل نادي، (217 أ) وترنم بتحقيقه الحق كل حادي، وشاعت فضائله في كل سهل ووادي، الشيخ الجليل أبو البركات البغدادي، حيث قال:

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست