responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 349
من فجر وفسق، وتقطعون من بالعفاف تخلق، تضعون الوصل في غير مواضعه، وتوقعون الهجر في غير مواقعه، وليست هذه طريقة السلف، ولا هجيري الخلف، وإنما هي بدعة حدثت وضلالة ليست عمّن قبلكم ورثت، فهل تجدون في أساطير الغرام، أو تروون عن أحاديث الهيام، مثل هذه الحالة التي أنتم عليها، والخصلة التي تخلقتم بها، ور كنتم إليها، فالذي أنهيه إليكم من الواجب المحتم عليكم أن تختاروا أحسنكم جمالا، وأصرفكم «1» وأظرفكم دلالا، فتولوه (214 ب) سلطانا، وتكونوا له أعوانا، إن أمركم امتثلتم ما أمر، وإن زجركم جانبتم ما عنه زجر، هذا والمردان مطرقون، ولا هم ينطقون، وإنما كان إدارة ألحاظهم تنوب مناب ألفاظهم، فقال: إيه فما هذا السكوت والوقت ضاق، وما هذا التواني عن عقد النطاق، فتقدم أحدهم، وهو يميس دلالا، تقول أعطافه هكذا هكذا، وإلا فلا لا! بقد يزري بغصون البان، وجيد جيّد يفضح ريم الغزلان، قد تقوّست حاجباه، ورشقت من أهدابهما عيناه، وتضرجت خداه، واسودّت «2» عيناه، وشزرهم بألحاظه وأسكرهم بحميا ألفاظه، فقال: أنا الأحق بالخلافة، لما حويت من الرقة واللطافة، وقوامي شاهد عدل، ولحظي قاض بيده الفضل، كم سبى جيدي من جآذر، وكم تعد جفني من عضب باتر، إن مست بأعطافي فمن يتجاسر على خلافي، فلي الخلافة على التحقيق، ولا بدع لأني ابن أبي بكر الصديق، فمن جهل نسبي وفخري فأنا محمد بن علي البكري. ثم تلاه آخر بجبين وضاح، ومبسم كالأقاح، ومحيا كالبدر الأتم، (215 أ) وجيد يخجل الريم الأرثم «3» ، بقد يعبث بالرماح الردينية «4» ، ولحاظ أمضى من الصوارم السريجية، وقال: أنا ذو المحيا الزاهي الزاهر، والجبين الأبلج الباهي الباهر، والقد المياس، والحكم على جميع الناس، فرع الدوحة

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست