responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد    الجزء : 1  صفحة : 94
فقبّح وفدكم من وفد قوم ... ولا لقّوا التحية والسّلاما
فأجمعوا على الاستسقاء فقال لهم مرثد «1» : إنّكم والله لا تسقون بدعائكم ولكن إن اطعتموني سقيتم، آمنوا بهود واظهروا إسلامه. فقال له معاوية بن بكر حين سمع ذلك منه [وافر] :
أبا سعد فإنك من ... قبيل ذوي كرم وأمك من ثمود
وإنّا لن نطيعك ما بقينا ... ولسنا فاعلين لما تريد
أنترك دين آباء كرام ... ذوي رأي ونتبع دين «2» هود
97 وقالوا لمعاوية: احبس عنّا مرثد بن سعد لا يخرج معنا، فإنّه قد ترك دين آبائنا وديننا وخرج عنّا. وخرجوا يستسقون فقالوا: اللهمّ إن كان هود صادقا فاسقنا فإنّا قد هلكنا. فأنشأ الله لهم سحائب بيضاء وحمراء وسوداء، ثمّ نادى مناد من السحاب: يا قيل اختر لنفسك. فقال: اخترت السحابة السوداء. فناداه مناد:
اخترت رمادا أرمدا ... لا تبقي من عاد أحدا
لا والدا تترك ولا ولدا ... إلّا جعله الله همدا
وساق الله السحابة السوداء بالنقمة إلى عاد، فلمّا رأوها قالوا: هذا عارض ممطرنا. قال الله عزّ وجلّ: بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ
الآية «3» . سخّرها عليهم سبع ليال وثمانية أيّام حسوما «4» ، أي دائمة، ولم يصب هودا ومن اتّبعه منها إلّا ما تلين عليهم الجلود وتلذّ به الأنفس، وإنّها لتمرّ من عاد بالظعينة بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة.

اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست