اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 93
عند رأسه سدر وسلم. وذكر ابن وهب عن ابن لهيعة أنّ رجلا من مهرة أتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له: ممّن أنت؟ قال له من مهرة.
قال: وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ
. وقال ابن لهيعة: قبر هود بمهرة.
96 وكانت عاد أصحاب أوثان وكانت لهم ثلاثة أصنام: صمّود وصدّاء والهبا «1» . قال الله عزّ وجلّ حكاية عنهم: قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ
«2» . فحبس الله عنهم القطر ثلاث سنين، فأوفدوا وفدا ليستسقوا لهم بمكّة وهم قيل بن عتر «3» ولقيم بن هزّال ومرثد «4» بن سعد- وكان مسلما يكتم إسلامه- ولقمان بن عاد وجلهمة بن الحبيري «5» ابن خال معاوية بن بكر، فبلغوا بأشياعهم سبعين. فلمّا قدموا مكّة نزلوا على معاوية بن بكر، وهذه عاد الأخرى، وكانوا أخواله وأصهاره، فأكرمهم وأقاموا يشربون الخمر وتغنّيهم الجرادتان قينتان لمعاوية، فمكثوا كذلك شهرا.
فلمّا رأى ذلك شقّ [ذلك] «6» عليه وقال: هلك أصهاري وأخوالي وهؤلاء مقيمون وقد بعثوهم يتغوّثون لهم. واستحى أن يأمرهم بالخروج فيظنّون أنّه أضيق لمقامهم. فقالت له جارية من جواريه: قل شعرا نغنّيهم به لعلّه يحرّكهم، فقال [وافر] :
ألا يا قيل ويحك قم فهينم ... لعلّ الله يصبحنا غماما
فيسقي أرض عاد إنّ عادا ... قد أمسوا لا يبينون الكلاما
من الجهد الشّديد فليس يرجو ... به «7» الشيخ الكبير ولا الغلاما
وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم ... نهاركم وليلكم التماما
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 93