المسالك والممالك - البكري، أبو عبيد

اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 95

98 وقال ابن إسحاق: لما سخرت الريح على عاد قال سبعة رهط منهم أحدهم الخلجان «1» : تعالوا نقوم على شفير الوادي فنردها. فجعلت الريح تردهم وتنسفهم حتّى تركتهم: صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ
«2» ، فلم يبق إلّا الخلجان «3» . فقال له هود: ويحك أسلم تسلم. قال: وما لي إن أسلمت؟ قال: الجنّة. قال: فما هؤلاء الذين أراهم في السحاب كأنّهم البخت؟ قال: الملائكة. قال: فإن أسلمت يعيذني «4» ربّك منهم؟
قال: ويحك هل رأيت ملكا يعيذ من جنده؟ قال: ولو فعل «5» ما رضيت. ثم جاءت الريح فألحقته بأصحابه. وفي سابعهم يقول الأوّل وهو النهبان بن الخليل [رجز] :
لو أنّ عادا سمعت من هود ... ما أصبحت غامرة الجلود
هامدة الأجساد بالوهيد ... صرعى على الأنف مع الخدود
ماذا جنى الوفد على الوفود ... أحدوثة للأبد الأبيد
وقال مرثد بن سعيد [وافر] :
عصت «6» عاد رسولهم فأضحوا ... عطاشا لا تبلّهم السّماء
ألا قبّح الإله حلوم عاد ... فإنّ قلوبهم قفر «7» هواء
99 ويقال إنّ الريح أرسلت عليهم يوم الأربعاء، فلم ترد الأخرى وعلى الأرض منهم حيّ. فلذلك كرهت الأربعاء. وروى عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن الحارث بن حسّان قال: مررت على عجوز بالرّبذة وهي تبغي الصحابة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأنا أريد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فاحتملتها. قال: فدخلت

اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 95

صيغة PDF

شهادة

الفهرست