اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 196
وقوله: {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} أي لا تدرون. فإذا كان هذا فيمن لا يدري دل على وجوب التعلم والتحرز، وأن الإنسان لا يعذر بالجهل في كثير من الأمور[1].
والعلم الذي يرى الشيخ وجوبه على كل مسلم هو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة[2].
وهذا شامل لعلم الدين كله.
وتركيز الشيخ على هذه العلوم والمعارف من أظهر ما في تفسيره فمن ذلك قوله عند قول الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [3] فيه مسائل- وذكر منها- الأولى: معرفة أن لا إله إلا الله كما في قصة آدم وإبليس، ويعرف ذلك من عرف أسباب الشرك، وهو الغلو في الصالحين، والجهل بعظمة الله.
الثانية:- معرفة أن محمداً رسول الله، يعرفه من عرف عداوة علماء أهل الكتاب له.
الثالثة:- معرفة الدين الصحيح والدين الباطل، لأنها نزلت في إبطال دينهم الذي نصروا، وتأييد دينه الذي أنكروا[4].
ويبين الشيخ أن أهم مصادر العلم الصحيح هو كتاب الله تعالى فيقول مستنبطاً من قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [5].
إن من أكبر آياته- أي القرآن- تصديقه لما بين يديه من العلوم التي جاءت بها الرسل، التي هي العلم النافع في الحقيقة. [1] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "350". [2] مؤلفات الشيخ/ القسم الأول/ ثلاثة الأصول ص "187". [3] سورة الأعراف.: آية "175". [4] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "111". [5] سورة يوسف: آية "111".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 196