اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 184
قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، ونسي العلم عبدت[1].
وباب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده[2]؟!
وباب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله[3]. ومما أورد فيه ما رواه ابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [4] قال: كان يلت لهم السويق فعكفوا على قبره[5].
وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: "كان يلت السويق للحاج"[6].
ويوضح الشيخ أيضاً عند قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [7] أن من شروط الإيمان بالله، واليوم الآخر أن لا يشرك بعبادة ربه أحداً، ففيه التصريح بأن الشرك في العبادة، ليس في الربوبية.
وفيه الرد على من قال: أولئك يستشفعون بالأصنام ونحن نستشفع بالصالحين، لأنه قال: {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} ، فليس بعد هذا بيان.
وافتتح الآية بذكر براءة النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أقرب الخلق إلى الله وسيله، وختمها بقوله: {أَحَداً} [8]. [1] أخرجه البخاري في صحيحه/كتاب التفسير/سورة نوح "1" باب "ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق" انظر الفتح "8: 535" ح "4920". [2] مؤلفات الشيخ/ القسم الأول/ العقيدة/ كتاب التوحيد ص "60". [3] المرجع السابق ص "64". [4] سورة النجم: آية "19". [5] تفسير الطبري "58:27". [6] المرجع السابق "27: 59". [7] سورة الكهف: آية "110". [8] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "260، 261".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 184