اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 183
يقول: فيها التنبيه على سبب الشرك، وهو أن المشرك بان له شيء من جلالة الأنبياء والصالحين، ولم يعرف الله سبحانه وتعالى، وإلا لو عرفه لكفاه وشفاه عن المخلوق، وهذا معنى قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية[1].
وعند قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً} [2] يقول: إن الذين غلبوا على أمرهم قالوا: لنتخذن عليهم مسجدا فإذا تأملت ما قالوا، وأن الذي حملهم عليه محبة الصالحين، ثم ذكرت قوله "صلى الله عليه وسلم" "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة" [3] عرفت الأمر[4].
فيلاحظ أن الشيخ هنا قد اختصر العبارة في إيضاح سبب الشرك، واقتصر على تفسير القرآن بالسنة، لإيضاح أن تعظيم الصالحين، والبناء على قبورهم، يؤدي إلى عبادتهم من دون الله.
ولاهتمام الشيخ بالتحذير من الغلو في الصالحين ترجم لثلاثة أبواب من "كتاب التوحيد" بما يحذر من الغلو في الصالحين وهي:- باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين[5].
وقول الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} الآية[6].
وأورد حديث ابن عباس في قوله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} [7]. [1] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "346". [2] سورة الكهف: آية "21". [3] رواه البخاري في صحيحه في مواضع منها/ كتاب الصلاة/ باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد؟ انظر الفتح "1: 624" ح "427" ومسلم في صحيحه ض مواضع منها/ كتاب المساجد/ باب النهي عن بناءا لمساجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد "1: 375، 376" ح "528". [4] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ تفسير ص "246" [5] مؤلفات الشيخ/ القسم الأول/ العقيدة/ كتاب التوحيد ص "56". [6] سورة النساء: آية "171". [7] سورة نوح: آية "23".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 183