من لنا اليوم بعد موتك يفتي ... ويبين الصواب دون ارتياب
ويرد الضلال من غير عي ... ويرد العدا على الأعتاب
من لتفسيرك المحكم من ذا ... لمنار في الحق ليس يحابي
من يحل العويص من مشكلات ... من يجلي مخدرات الكتاب
من يسد الفراغ بعد رشيد ... من يبين السبيل للطلاب
كان ملء العيون علما وفضلا ... حجة في العلوم والآداب. .
سلفيا محققا مستقل ال ... فكر حر الضمير حلو الخطاب
ألمعيا مناظرا لا يجارى ... وبليغا من أبلغ الكتاب
وخطيبا ومصقعا علويا ... باسق الأصل في ذر الانساب
محييا سنة النبي بعلم ... ومميتا لبدعة وكذاب
داعيا للإله في حين يدعو ... علماء الضلال للأنصاب
حارب الشرك والفجور بعزم ... دونه مرهف القنا والحراب
فتوالت عليه شتى خطوب ... من أناس كثيرة كالذباب
وتعادت عليه مثل ذئاب ... وهو كالبدر لم ينل باصطخاب
ومضى ناصحا بغير التفات ... لأذى ملحد وأهل كتاب
غير راج من الخلائق أجرا ... لا ولا خائف ولا هياب
كم أهاب الرشيد بالشرق حتى ... أشرقت شمسه بغير حجاب
صادعا بالحق المبين إذا ما ... شغلت غيره ذوات الخضاب
لا يبالي بمدحه الناس يوما ... وهو أهل لها ولا بسباب
فأقرأ الوحي[1] إن أردت رشادا ... ومنارا دليله كالشهاب
كم تمنى لشرعة الحق نصرا ... وعلوا على جميع الرقاب
كم أماط اللثام عنها وجلى ... وسبانا بحسنها الخلاب [1] إشارة إلي كتاب الوحي المحمدي تأليف العلامة الفقيد.