اسم الکتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المؤلف : ابن المِبْرَد الجزء : 1 صفحة : 376
إن مكة حرام، لا يعضد عضاها[1]، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمعرف". فقال: "يا أمير المؤمنين! ما حملني على ذلك إلا أن معي نضوغاً[2] لي، خشيت أنه لا يبلغّني، وما معي زاد ولا نفقة". قال: "فرق له عمر بعد ما هم به، وأمر له ببعير من إبل الصدقة وبوقره طحيناً فأعطاه إياه، وقال: "لا تعود تقطع [من] شجر الحرم شيئاً"[3].
وعن عبد الله بن المبارك[4]، قال: "اشترى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعراض المسلمين من الحطيئة[5] بثلاثة آلاف درهم، فقال الحطيئة:
وأخذت أطراف[6] الكلام فلم تدع ... شتماً يضر ولا مديحاً ينفع
ومنعتني عرض[7] البخيل فلم يخف ... شتمي فأصبح آمناً لا يفزع8
وعن إسحاق بن إبراهيم[9]، قال: قال الفضيل بن عياض[10] يوبخ نفسه: "ما [1] العضاهة؛ بالكسر: أعظم الشجر، أو الخمط، أو كل ذات شوك، أو ما عظم منها وطال. (القاموس ص 1613) . [2] النضوغ، بالكسر: المهزول من الإبل وغيرها. (القاموس ص 1726) . [3] ابن الجوزي: مناقب ص 78. [4] المروزي الحنظلي مولاهم، ثقة ثبت فقيه عالم جَواد مجاهد، توفي سنة إحدى وثمانين ومئة. (التقريب ص 320) . [5] جرول بن أوس العبسي الشاعر المشهور، أسلم ثم ارتد ثم أسلم، توفي بعد خلافة معاوية. (الشعر والشعراء ص 200، الإصابة 2/63) . [6] في الديوان: (أطرار) ، قال ابن السكيت: "أطرارا: نواحيه، الواحدة طر". [7] في الديوان: (شتم) .
8 ديوان الحطيئة برواية ابن السكيت ص 278، والخبر في ابن الجوزي: مناقب ص 78، والأصبهاني: الأغاني 2/177، وهو ضعيف لإعضاله. [9] الحنظلي المروزي، ثقة حافظ مجتهد، قرين أحمد بن حنبل، توفي سنة ثمان وثلاثين ومئتين. (التقريب ص 99) . [10] التميمي، الزاهد المشهور، أصله من خراسان، وسكن مكة، ثقة عابد إمام، توفي سنة سبع وثمانين ومئة. (التقريب ص 448) .
اسم الکتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المؤلف : ابن المِبْرَد الجزء : 1 صفحة : 376