إلى بلاد العجم لأخذ ثأر الشام من أولاد تمر لنك. وكان يقول لشيخنا مرات بحلب: والله لأحضرن نساء التتار إلى حلب ولأفعلن بهم كما فعلوا بنساء الشام.
فلما لم يتم ذلك وتوفي السلطان، ورجع العسكر من غير ائتلاف بينهم فلما (76 و) م قاربوا حلب كتب تغري برمش إلى أهل حلب يأمرهم بمنع العسكر من دخول حلب، فتوجه العسكر إلى بلادهم، فأخذ هو في العصيان والخروج عن الطاعة باطنا. ولما وردت خلعته باستقراره بكفالة حلب أراد كاتب السر أن يخلفه على قاعدتهم فقال له: لا أخلف بحضرتك. ثم أخذ في العصيان واستجلاب التركمان وغيرهم فاستشعر السلطان جقمق بذلك فورد المرسوم الشريف بملطفات إلى القلعة وأمراء حلب بالركوب عليه. فلما كان ليلة الجمعة بعد العشاء المسفر صباحها عن سلخ شعبان سنة اثنين وأربعين ركب الأمراء عليه، ورموا عليه من القلعة فركب هو أيضا على الأمراء فشتت شملهم، فهرب أمراء حلب منها فلما أصبح النهار أرسل خلف القضاة فرحت في خدمة شيخي قاضي القضاة علاء الدين إلى دار العدل ودخلنا إليها من باب عند بيت قرا دمرداش ودخلنا إليه فإذا الجند عنده وعليهم آلات الحرب والرمي موجود من القلعة وقد تهيأ هو وأهل القلعة للقتال فدخلنا إليه بالشباك، فقال لشيخي وبقية القضاة: ما السبب الذي رمى به أهل القلعة عليّ هل ورد مرسوم بذلك. وما الذي ظهر مني. وأمرهم بالصعود إلى القلعة للسؤال عن حقيقة ذلك. (78 ظ) ف
فخرج القضاة إلى القلعة، وخرجت معهم. فلما خرجنا من دار العدل وقاربنا القلعة ورأيت شيئا هالني فرجعت أنا فصعد القضاة إلى القلعة فأظهر أهل القلعة المرسوم الشريف بالرمي عليه فنزل القضاة. فلما نزلوا قدم أهل القلعة على اطلاقهم هلا مسكتموهم وأمرتموهم أن يصعدوا على برج القلعة. ويأمرون العامة بإخراجه من البلد. فلما نزل