القضاة إلى دار العدل وأخبروه بذلك بلغني أنهم ... «1» شاوروه على الخطبة. فقال: اخطبوا باسم السلطان. وكذلك على رأسه بجامع الناصري بدار العدل. ثم جد في الرمي على القلعة وعلى حصارها، وسيأتي طرف من ذلك في فصل القلعة.
ثم أخرجه العامة من حلب في عاشر رمضان يوم الثلاثاء ورجموه، وخرج خروجا فاحشا. واسكت مماليكه. وأخذ ما كان معهم من المال فخرج من باب أنطاكية وذهب إلى طرابلس فمر على طريقه بطر علي بن سقلسيس. وراح إلى طرابلس فملكها يوم «2» الخميس تاسع عشر رمضان. وأقام بها إلى آخر رمضان فخرج منها بعد أن صادر أهلها فأمر أن يؤخذ من كل صاحب فسخة «3» من الصابون على قدر موجوده فخص كل فسخة ألف درهم. وأما صابون الأمراء وأركان الدولة فإنه أخذ عن آخره. وقصد حصار برج ايتمش ليأخذ مائه من زردخانه جلبان. وأرسل القضاة الأربع ومعهم ناصر الدين محمد الحلبي من جماعته إلى من بالبرج ليسلموا ما فيه من الزردخاناه، فما أجابوا. وأمسكوا ناصر الدين...... «4» فأرسل ناصر الدين إلى السلطان.
وأما تغري برمش فلما أخبره القضاة بالخبر همّ بحصار البرج. وشرع في خراب بيت الأمير محمد ناظر البرج، وأخذ أربعة قدور نحاس من معصرته ومصبنته لصنع مكاحل ليرمي على البرج.