ثم أنه نزل على عين المباركة، ودخل حلب بكرة النهار بحشمة زائدة فباشر حلب بعقل وعفة واستكشف أحوالها بالرجال والمكر، وجعل له في كل بيت من بيوت الأمراء من يخبره بأخبارهم، وأرسل إلى بلاد الأعاجم من يستكشف له الأخبار، ثم سافر عن حلب.... «1»
ثم قدمت عليه العساكر من مصر ثانيا، وهم: قرقماش ... «2» وجانم أخو (79 و) ف الأشرف وثاني بك نائب قلعة مصر واقبغا التمرازي وخجا سودون واركماس الدوادار ويشبك المشد وقراجا وتمراز. ومعهم كفال البلاد وهم: اينال الجكمي كافل دمشق، وجلبان كافل طرابلس وقانباي الحمزاوي كافل حماة وتوجهوا من حلب ومعهم القاضي معين الدين بن العجمي كاتب سر حلب، وكان تغري برمش يميل إليه إلى عين تاب، ثم إلى الابلستين، ثم إلى قرب سيواس.
ودخل بعض العسكر سيواس واشتروا «3» حاجاتهم وكان قد ساق معه الأعراب والتركمان وابن رمضان والأكراد بيتوتهم ونعمهم ثم توجهوا من سيواس إلى اقشار وأخذوا قلعتها فهرب نائبها انيق حسن إلى قلعة بلدرش فتوجه المصريون وكافل طرابلس وحماه خلفه وحاصروا القلعة المذكورة اثنين وعشرين يوما، وعملوا مكحلة عظيمة ترمي بقنطار حلبي وأكثر، ولما أشرفوا على أخذ القلعة المذكورة فرانيق حسن المذكور منها أيضا. فأخذوها. ثم توجه إلى ارزمكان خلا كافل دمشق وحلب. وقد تقدم ذلك مفصلا «4» فتحققوا إذ ذاك موت الأشرف وكان قصد تغري برمش أن يتوجه إلى قلعة النجا لخلاص اسكندر من أخيه. وأن يذهب بالعسكر وبالاسكندر