معشر الناس بباب الحبش ... بدر تم طالع في غبش
علق القرط على مسمعيه ... من عليه آفة العين خشي
فلما رآني أمسك، وسبح كأنه قد تنسك، وله صك بتقديم إلي الأحكام في إحدى جهاته، قلدت فلانا سلمه الله النظر في أحكام فلانة وتحزينه، لها بعد ما خبرته، واستحلفته عليها وقد عرفته، واثقا بدينه، راجيا لتحصينه، لأنه أن احتاط سلم، وأن أضاع إثم، فليقم الحق على أركانه، وليضع العدل في ميزانه، وليسوا بين خصومه، وليأخذ من الظالم لمظلومه، وليقف في الحكم عند اشتباهه، ولينفذه عند اتجاهه، ولا يقبل غير المرضي في شهادته، ولا يعرف سوى الاستقامة من عادته، وليعلم أن الله مطلع على خفياته، وسائله يوم ملاقاته، لا رب غيره، وله إلى صاحب قليبرة يستدعي منه أقلاما، قد عدمت أطال الله بقاءك بهذا القطر الأقلام، وبها يشخص الكلام، وهي حلية البيان، وترجمان اللسان، عليها تفرع شعاب الفكر، وذكرها منزل في محكم الذكر، ومنابتها بلدك، ويدك فيها يدك، وأريد أن ترداد لي منها سبعة كعدد الأقاليم، حسنة التقليم، فضية الأديم، ولا يعتمد منها إلا صليبها، الطوال أنابيبها، وإذا استمدت من أنفاسها، وافاك الشكر من أنفاسها، إن شاء الله تعالى، وكتب إلى الوزير الأجل أبي عبد الملك بن عبد العزيز عند الحادثة بفونكة، كتبت أعزك الله والحد فليل، والذهن كليل، بما حدث من عظيم الخرق، على جميع الخلق، فلتقم على الدين نوادبه، فقد جب سنامه وغاربه، ولتفض عليه مدامعه وعبراته، فقد غشيه حمامه وغمراته، وكان منيع الذرى، بعيداً عن أن يلحظ أو يرى، تحميه المناصل البتر، والذوابل السمر، والمسومة الجرد، ومشيخة كأنهم من طول ما التثموا مرد، فأبى القدر إلا أن يفجع بأشمخ مآذنه ومعاقله، ولا يترك له سوى سواحله، وكانت لطليطلة أختا، فاستلبها فجأة وبغتا، وقبل ما سلب الجزيرة وسطى عقدها بلنسية جيرها الله وأرجو أن يتلافى جميعها من نظر أمير المسلمين أيده الله ما يعيدها فيملاها خيلا ورجالا.
ينفر بهم خفافا وثقالا، عليهم من قواده شيبها وشبانها، وفيهم من أجناده زنجها وعربانها، كامل
من كل أبلج باسم يوم الوغى ... يمشي إلى الهيجاء مشي غضنفر
يلقي الرماح بوجهه وبنحره ... ويقيم هامته مقام المغفرِ