نظفه، وإمارات صدقه، وراجعته عنه، بما يبلغ الشفاء منه، وقلدته من الثناء على سيد ما يسير في ضيائه، ويتعطر بانهائه، وإني ما دمت على الصفاء لمقيم، وإلى مجده مبستنيم، فلا برح أيده الله والسعد كانفه، والعز موالفه، إن شاء الله عز وجل، ولما انحل من أسره، وحل بين سماك ابن عبد العزيز ونسره، واستراح من الشجن، وارتاح ارتياح أبي محجن، عاد إلى عاداته من التنزير، ودسه أثناء الابتداء والتصدير، وأسلك ابن عبد العزيز طريقه، وعلمه تسديده وتوفيقه، وبلغه أن ابن عمار تختم بخاتمين أحدهما للمؤتمن والأخر لأذفرنش بن فرذيناند فأوى في ذلك إلى ابن عبد العزيز ورمز وألمز على رسوله المعلم بذلك وغمز، فلما بلغ ذلك ابن عمار أقلقه، وضيق في التماسك طلقه، فكتب إلى ابن عبد العزيز، كامل
قل للوزير وليس رأي الوزير ... أن يتبع التنزير بالتنزيرِ
أنّ الوزارة لو سلكت سبيلها ... وقفت على العزيز والتوقيرِ
وأرى الفكاهة جل ما تأتي به ... وحماك في التصدير والتظفيرِ
وصلت دعابتك التي أهديتها ... في خاتم التأمين والتأميرِ
وأظنّها للطاهري فإن تكن ... فخليفة التقديس والتطهيرِ
ولعلّ يوماً أن يصير نقشه ... في طينة التقديم والتأخيرِ
وترى بلنسية وأنت مدارها ... سينالها التدمير من تدميرِ
وجئته يوماً وقد وقفت بباب الخش فقال لي من أين فأعلمته، ووصفت له ما عاينته من حسنه وتأمله، فقال لي كنت أخرج إليه أكثر الليالي مع الوزير الأجل أبي بكر إلى روضته التي ودت الشمس أن يكون منها طلوعها، وتمنى المسك أن تضم عليه ضلوعها، والزمان غلام، والعيش أحلام، والدنيا تحية وسلام، والناس قد انتشروا في جوانبه، وقعدا إلى مذانبه وفي ساقيته الكبرى دولاب يئن كناقة إلى الحوار، أو كثكلى من حر الأوار، وكل مغرم يجعل فيه ارتياحه، بكرته ورواحه، ويغازل عيه حبيبه، ويصرف إليه تشبيبه، فخرجت إليه ليلة، والمتنبي الجزيري واقف وأمامه ظبي أنس، تهيم به المكانس، وفي أذنيه قرطان، كأنهما كوكبان، وهو يتاود تأود غصن البان، والمتنبي يقول: رمل