وعن هرمي مصر الغداة أمتعا ... بشرخ شباب أم هما هرمان
وعن نخلتي حلوان كيف تنآءتا ... ولم تطويا كشحا على شنان
وطال ثواء الفرقدين بغبطة ... أما علما أن سوف يفترقان
وزائل بين الشعريين تصرّف ... من الدهر لا وإن لا متوان
فإن تذهب الشعرى العبور لشانها ... فإن الغميصا في بقية شان
وجن سهيل بالثريا جنونه ... ولكن سلاه كيف يلتقيان
وهيهات من جور الزمان وعدله ... شامية الوت بدين يمان
فاجمع عنها آخر الدهر سلوة ... على طمع خلاة للدبران
وأعلن صرف الدهر لابني نويرة ... بيوم ثناء غال كل تدان
وكانا كندماني جذيمة جقبة ... من الدهر لو لم تنصرم لأوان
وهام دم بين الدكادك فاللوى ... وما كان في أمثالها بمهان
فضاعت دموع بات يبعثها الأسى ... يهيجه قبر بكل مكان
ومال على عبس وذبيان ميلة ... فاودى بمنجني عليه وجان
فعوجا على جفر الهباءة فاعجبا ... لضيعة أعلاق هناك ثمان
دماء جرت منها التلاع بملئها ... ولا دخل إلا أن جرى فرسان
وأيام حرب لا ينادي وليدها ... أهاب بها في الحي يوم رهان
فهاب ربيع والكلاب تهنّره ... ولا مثل مود من وراء عمانِ
وأنحى على ابني وائلٍ فتهاصرا ... غصون الردى من كرّة ولدِان
تعاطى كليب فاستمر بطعنه ... أقامت لها الأبطال سوق طعانِ
وبات عديّ بالذنائب يصطلي ... بنار وغى ليست بذات دخانِ
فذلّت رقاب من رجال أعزة ... إليهم تناهى عزّ كلّ زمانِ
وهبّوا يلاقون الصوارم والقنا ... بكلّ جبين واضح ولبانِ
فلا خدّ إلاّ فيه حدّ مهنّد ... ولاّ صدر إلا فيه صدر سنان
وصال على الجونين بالشعب فانثنى ... بأسلاب مطلول وربقة عانِ
وأمضى على أبناء قيلة حكمه ... على شرس الوى به وليانِ
ولو شاء عدوان الزمان ولم يشأ ... لكان عذير الحيّ من عدوانِ
وأيّ قبيل لم يصدّع جميعهم ... ببكر من الأرزاء أو بعونٍ